يارب أعطني على قد نيتي
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يدعو به ربه أن يعطيه على قدر نيته، فإن النية هي سر العمل، وهي التي تميز بين العمل الصالح والعمل غير الصالح، فمن عمل عملاً بنية صالحة، فله أجره وثوابه عند الله عز وجل، ومن عمل عملاً بنية غير صالحة، فليس له عند الله عز وجل إلا ما نوى.
النية الصالحة:
1. تعريف النية الصالحة:
النية الصالحة هي إخلاص العمل لله عز وجل، وابتغاء مرضاته، وتقديم ما هو أفضل وأحسن في العمل، دون انتظار مقابل أو جزاء من أحد، فهي الدافع الرئيسي وراء أي عمل يقوم به المسلم، والتي تحدد قيمة العمل ومكانته عند الله عز وجل.
2. أنواع النية الصالحة:
هناك أنواع كثيرة للنية الصالحة، منها:
– الإنابة إلى الله عز وجل والتوبة إليه.
– إخلاص العمل لله عز وجل وابتغاء مرضاته.
– تقديم أفضل ما يمكن في العمل.
– الإحسان إلى الآخرين وتقديم المساعدة لهم.
– الدعوة إلى الله عز وجل ونشر الإسلام.
– الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3. أهمية النية الصالحة:
النية الصالحة لها أهمية كبيرة في قبول الأعمال عند الله عز وجل، فهي التي تميز بين العمل الصالح والعمل غير الصالح، فمن عمل عملاً بنية صالحة، فله أجره وثوابه عند الله عز وجل، ومن عمل عملاً بنية غير صالحة، فليس له عند الله عز وجل إلا ما نوى.
النية غير الصالحة:
1. تعريف النية غير الصالحة:
النية غير الصالحة هي العمل الذي يقوم به المسلم من أجل الحصول على مقابل أو مكسب دنيوي، أو رياء الناس، أو إظهار العمل للناس، أو غير ذلك من الأمور التي تبطل العمل وتجعله غير مقبول عند الله عز وجل.
2. أنواع النية غير الصالحة:
هناك أنواع كثيرة للنية غير الصالحة، منها:
– الرياء والتصنع في العمل.
– إظهار العمل للناس.
– طلب الشهرة والثناء من الناس.
– الحصول على مقابل مادي أو مكسب دنيوي.
– إلحاق الضرر بالآخرين أو الانتقام منهم.
– الكبر والغرور والعجب بالنفس.
3. خطورة النية غير الصالحة:
النية غير الصالحة لها خطورة كبيرة على العمل، فهي تبطله وتجعله غير مقبول عند الله عز وجل، كما أنها تجعل صاحبها عرضة للمساءلة والعقاب من الله عز وجل، وقد تؤدي به إلى الخسران في الدنيا والآخرة.
أثر النية الصالحة على العمل:
1. قبول العمل عند الله عز وجل:
من أهم آثار النية الصالحة قبول العمل عند الله عز وجل، فإن العمل الذي يتم بنية صالحة، يكون مقبولاً عند الله عز وجل، وله أجره وثوابه، كما قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [غافر: 40].
2. زيادة الأجر والثواب:
من آثار النية الصالحة أيضًا زيادة الأجر والثواب على العمل، فإن العمل الذي يتم بنية صالحة، يكون أجره وثوابه أكثر من العمل الذي يتم بنية غير صالحة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” [رواه البخاري ومسلم].
3. البركة في العمل:
من آثار النية الصالحة أيضًا البركة في العمل، فإن العمل الذي يتم بنية صالحة، يكون مباركًا فيه، ويكون أكثر إفادة ونفعًا لصاحبه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تصدق المؤمن بصدقة، كان له بكل تمرة فيها أجر سبعمائة تمرة” [رواه أحمد وأبو داود والترمذي].
أثر النية غير الصالحة على العمل:
1. عدم قبول العمل عند الله عز وجل:
من أهم آثار النية غير الصالحة عدم قبول العمل عند الله عز وجل، فإن العمل الذي يتم بنية غير صالحة، لا يكون مقبولاً عند الله عز وجل، ولا يكون له أجر ولا ثواب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً أشرك فيه مع الله غيره، فليس لله منه شيء” [رواه مسلم].
2. الحبط والضياع:
من آثار النية غير الصالحة أيضًا الحبط والضياع، فإن العمل الذي يتم بنية غير صالحة، يكون حبطًا و