يارب وان جاتك الدعوات

يارب وان جاتك الدعوات

مقدمة

الدعاء هو وسيلة اتصال بين العبد وربه، وهو عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وقد حثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء، ووعدنا بالإجابة، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

أولاً: أنواع الدعاء

ينقسم الدعاء إلى قسمين رئيسيين:

1. الدعاء المطلوب: وهو الدعاء الذي يطلب فيه العبد من الله تعالى شيئاً معيناً، مثل الشفاء من المرض، أو الرزق بالمال، أو النجاح في الدراسة، أو غير ذلك.

2. الدعاء غير المطلوب: وهو الدعاء الذي لا يطلب فيه العبد من الله تعالى شيئاً معيناً، ولكنه يحمده ويثني عليه، ويدعوه بأن يرضى عنه، ويغفر له ذنوبه، ويوفقه إلى طاعته، وغير ذلك.

ثانياً: شروط الدعاء

ليكون الدعاء مقبولاً ومستجاباً، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط، منها:

1. الإخلاص: وهو أن يكون الدعاء خالصاً لله تعالى، ولا يُشرك معه أحداً آخر.

2. اليقين بالإجابة: وهو أن يوقن العبد بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، ولا ييأس من رحمته.

3. الحضور القلب: وهو أن يكون العبد حاضر القلب عند الدعاء، ولا يكون شارد الذهن أو مشغولاً بأمور أخرى.

4. الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى: وهو أن يدعو العبد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فإن ذلك أقرب للإجابة.

5. الدعاء في الأوقات الفاضلة: وهو أن يدعو العبد الله تعالى في الأوقات الفاضلة، مثل الثلث الأخير من الليل، أو يوم الجمعة، أو شهر رمضان، أو غير ذلك.

6. الدعاء بما لا يخالف الشريعة: وهو ألا يدعو العبد الله تعالى بشيء يخالف الشريعة الإسلامية، مثل أن يدعوه أن يظلمه غيره، أو أن يرزقه من الحرام، أو غير ذلك.

7. الدعاء على النفس أو على الغير: وهو أن لا يدعو العبد على نفسه أو على غيره بالسوء، فإن ذلك من المحرمات.

ثالثاً: آداب الدعاء

هناك عدة آداب ينبغي أن يراعيها العبد عند الدعاء، منها:

1. رفع اليدين: وهو أن يرفع العبد يديه إلى السماء عند الدعاء، فإن ذلك من السنة النبوية.

2. الاستقبال القبلة: وهو أن يستقبل العبد القبلة عند الدعاء، فإن ذلك من السنة النبوية أيضاً.

3. التضرع والخشوع: وهو أن يتضرع العبد إلى الله تعالى ويتخشع في دعائه، فإن ذلك من علامات الإخلاص والصدق.

4. الإلحاح في الدعاء: وهو أن يلح العبد في دعائه ولا ييأس من رحمة الله تعالى، فإن ذلك من أسباب الإجابة.

5. الدعاء بصوت منخفض: وهو ألا يجهر العبد في دعائه، بل يدعو بصوت منخفض، فإن ذلك من علامات الخشوع والحياء.

6. الدعاء في السر: وهو أن يدعو العبد في السر ولا يجهر في دعائه، فإن ذلك من علامات الإخلاص والصدق.

7. الدعاء في الجماعة: وهو أن يدعو العبد مع الجماعة، فإن ذلك من أسباب الإجابة.

رابعاً: فضائل الدعاء

للدعاء فضائل كثيرة، منها:

1. استجابة الدعاء: وهو أن يستجيب الله تعالى دعاء عباده، ويحقق لهم ما طلبوا منه، إن كان خيراً لهم.

2. رفع البلاء: وهو أن يرفع الله تعالى البلاء عن عباده بسبب دعائهم، فقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].

3. حصول الثواب: وهو أن ينال العبد ثواباً عند الله تعالى بسبب دعائه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة” [رواه الترمذي].

4. جلب الرزق: وهو أن يرزق الله تعالى عباده بسبب دعائهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى وضع الرزق عند الدعاء” [رواه ابن ماجه].

5. شفاء المرض: وهو أن يشفي الله تعالى عباده من أمراضهم بسبب دعائهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يضع الشفاء عند الدعاء” [رواه ابن ماجه].

6. قضاء الحوائج: وهو أن يقضي الله تعالى حوائج عباده بسبب دعائهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقضي حوائج العباد عند الدعاء” [رواه أحمد].

7. دخول الجنة: وهو أن يدخل الله تعالى عباده الجنة بسبب دعائهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول لعباده: سلوني أعطكم، ادعوني أجبكم” [رواه أحمد].

خامساً: الدعاء في القرآن الكريم

ورد ذكر الدعاء في القرآن الكريم في العديد من الآيات، منها:

1. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

2. {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

3. {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].

4. {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [روم: 33].

5. {ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يُنَجِّينَا مِنْهَا فَإِنْ تَنْجِّينَا مِنْهَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [يونس: 87].

6. {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح: 28].

7. {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا

أضف تعليق