يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يبتذِلْها في معصية الله تعالى، ولا في طلب دُنياه، ولا في مُقاصِد نفسه، ولا في شَهوات البَطْن والفَرْج؛ فلن يَقَع كرمُه في دَنياه وآخرته.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فحَفِظَها عن مشاركَة ذوي الرِّيب؛ فلن تُشاركهم في درجاتهم غَداً عند الله تعالى، ولن يَقَع كرمُه في دُنياه وآخرته.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يُتْهَم بالرِّيبَة في الأُمور؛ فلن يُتَّهَم في آخرته.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يُدْنِهُ الناس من أنفُسِهم إِلّا بمُسْتَحَقٍّ؛ فلن يَدْنُو منه ربُّه إِلّا بمُسْتَحَقٍّ من أعماله.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يبْتَذِلْها في مُنازَعَة السفهاء، والإغضاء عن مَعْرِفَة عيوب نفسه، والتّساهُل في ظُهورها للناس؛ فلن يَكُون هذا شأنه في الآخِرة، وإنما سيكون شأنه الكَرَم فيها.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يُقارِب شيْئاً من الرِّيب، ولم يُظنَّ به فيها ظنُّ سَيِّئ؛ فلن يَدْخُل النار، وإنما سيَدْخُل مَدخَلَ الكرام إلى الجنة.
وأنت يا مَن كرِمَ في نفْسِه، فلم يُتَهَم بالرِّيب وما كان يُتَّهَم به؛ فلن يُتّهَم به أبداً عند الله تعالى.
الأخلاق الحميدة للشخص الكريم:
لا يَسمحُ أن يصون نفسه عن مشاركة ذوي الرِّيب، فيحفظها عن مخالطة الرِّجال الرديئي الأخلاق.
يبتعد عن المُمارسات الخاطِئة، فيحفظها عن مُمارسة الاقتراض والامتناع عن السداد.
لا يمارسُ الخِداع، فيحفظها عن الكذب، فهو يعد ويُفي.
يبتعد عن الملذات الحرام، فيحفظها عن اتباع الشهوات.
لا يتعدَّى على أموال الناس، فيحفظها عن الاختلاس.
يبتعد عن أكل أموال اليتامى، فيحفظها عن أكلها.
يبتعد عن القتل، فيحفظها عن سفك الدماء.
يبتعد عن الزنا، فيحفظها عن الوقوع فيه.
يبتعد عن السرقة، فيحفظها عن مُمارسة السَّطو على ممتلكات الآخرين.
صفات الكريم:
كريم النفس، لا يقبل الضيم ولا الهوان.
عفيف النفس، لا يشتهي الحرام ولا يطلبه.
شجاع النفس، لا يخاف في الحق لومة لائم.
قوي النفس، لا يضعف أمام الصعوبات والتحديات.
صبور النفس، لا يستسلم أمام المحن والابتلاءات.
متواضع النفس، لا يتكبر على الناس ولا يتعالى عليهم.
رحيم النفس، يشفق على الضعفاء والمساكين.
حليم النفس، لا يغضب إلا لله تعالى ولا ينتقم لنفسه.
جواد النفس، لا يبخل على المحتاجين ولا يمسك عنهم يده.
فوائد كرم النفس:
ينال محبة الله تعالى ورضوانه.
يدخل الجنة وينجو من النار.
يرفع الله قدره بين الناس ويحظى بعزتهم وتقديرهم.
يعيش حياة سعيدة مطمئنة خالية من الهموم والغموم.
ينال الشفاعة من الأنبياء والصالحين.
يورثه الله تعالى الجنة ويدخله فيها بغير حساب.
ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
ينال رضوان الله تعالى وجنته.
خاتمة:
يا من كرِمَ في نفْسِه، فحَفِظها عن مشاركَة ذوي الرِّيب؛ فلن يَقَع كرمُه في دُنياه وآخرته.