يهوذا الإسخريوطي في الإسلام

يهوذا الإسخريوطي في الإسلام

يهوذا الإسخريوطي في الإسلام

مقدمة

يهوذا الإسخريوطي هو أحد الحواريين الاثني عشر ليسوع المسيح، وهو الذي أسلمه إلى السلطات اليهودية مقابل ثلاثين قطعة من الفضة. لقد كان شخصية مثيرة للجدل طوال قرون، حيث اختلف العلماء والمؤرخون حول دوافعه وأفعاله. في هذا المقال، سوف نلقي نظرة على حياة يهوذا الإسخريوطي من المنظور الإسلامي، مستكشفين الروايات والتقاليد المختلفة المرتبطة به في النصوص الإسلامية.

اليهوذا الإسخريوطي في القرآن الكريم

لم يرد ذكر يهوذا الإسخريوطي بالاسم في القرآن الكريم، لكن هناك آيات قرآنية تشير إلى خيانة أحد الحواريين ليسوع المسيح. في سورة آل عمران، يقول الله تعالى: “وإذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابًا شديدًا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين”. (آية 55)

يعتقد بعض المفسرين أن هذه الآية تشير إلى خيانة أحد الحواريين ليسوع المسيح، وأن هذا الحواري هو يهوذا الإسخريوطي. ويستندون في ذلك إلى حقيقة أن الآية تتحدث عن “متوفيك ورافعك إلي”، وهي عبارة تشير إلى صعود المسيح إلى السماء. ويعتقدون أن يهوذا خان المسيح من أجل تسليمه إلى السلطات اليهودية حتى يتم صلبه، وبالتالي يتمكن المسيح من الصعود إلى السماء.

يهوذا الإسخريوطي في التفاسير الإسلامية

هناك العديد من التفاسير الإسلامية المختلفة لحياة يهوذا الإسخريوطي وأفعاله. في بعض التفاسير، يُنظر إلى يهوذا على أنه شخص شرير وخائن، بينما في تفسيرات أخرى يُنظر إليه على أنه شخص ضعيف وقع في حب المال. ويعتقد بعض المفسرين أن يهوذا كان مدفوعًا بالرغبة في المال، بينما يعتقد البعض الآخر أنه كان مدفوعًا بالغيرة من المسيح.

تختلف التفسيرات الإسلامية أيضًا فيما يتعلق بمصير يهوذا الإسخريوطي بعد خيانته للمسيح. ففي بعض التفسيرات، يُعتقد أن يهوذا انتحر بعد أن أدرك خطورة ما فعله، بينما في تفسيرات أخرى يُعتقد أنه مات ميتة طبيعية. وهناك أيضًا تفسيرات تدعي أن يهوذا لم يمت على الإطلاق، وأنه لا يزال يعيش في مكان ما على الأرض.

اليهوذا الإسخريوطي في الثقافة الإسلامية

لم يكن يهوذا الإسخريوطي شخصية مهمة في الثقافة الإسلامية مثل المسيحية. ومع ذلك، فقد ظهر في بعض الأعمال الأدبية والفنية الإسلامية. على سبيل المثال، يظهر يهوذا كشخصية في مسرحية “المسيح الدجال” التي كتبها الكاتب المصري توفيق الحكيم. كما يظهر أيضًا في فيلم “الرسالة” الذي أخرجه مصطفى العقاد.

خاتمة

يهوذا الإسخريوطي هو شخصية مثيرة للجدل في كل من المسيحية والإسلام. وقد تم تفسير حياته وأفعاله بطرق مختلفة على مر القرون. في هذا المقال، استكشفنا الروايات والتقاليد المختلفة المرتبطة بيهوذا الإسخريوطي في النصوص الإسلامية. ورأينا أن هناك اختلافات كبيرة بين التفسيرات الإسلامية المختلفة فيما يتعلق بدوافعه وأفعاله ومصيره بعد خيانته للمسيح.

أضف تعليق