**مقدمة**:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الثناء على الله تعالى من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لنيل المغفرة والرحمة والتوفيق في الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالى بذلك في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}.
**فضل الثناء على الله:**
1. **مغفرة الذنوب:**
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر”.
2. **الرحمة والتوفيق:**
فقد قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}.
3. **رفع الدرجات:**
فقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
**أنواع الثناء على الله:**
1. **الثناء بالأسماء الحسنى:**
وهي الأسماء التي وصف الله تعالى بها نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تدل على كماله وعظمته ورحمته، ومنها: الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، الوهّاب، الرزاق، الفتاح، العليم، الحكيم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، الكريم، الرؤوف، الرحيم.
2. **الثناء بالصفات العلى:**
وهي الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تدل على كماله وعظمته ورحمته، ومنها: العلم، القدرة، الإرادة، الحياة، السمع، البصر، الكلام، الغنى، الملك، الجلال، الإكرام، الإحسان، العفو، المغفرة، الرحمة، الهداية، التوفيق، النصرة، الرزق، الشفاء، العافية.
3. **الثناء بالأفعال الحسنة:**
وهي الأفعال التي فعلها الله تعالى في خلقه، والتي تدل على كماله وعظمته ورحمته، ومنها: خلق العالم، وإحياء الموتى، وإماتة الأحياء، وتدبير الكون، وتسيير الأمور، وإدارة الشؤون، وإجابة الدعوات، وتفريج الكربات، وإزالة الهموم، وإغناء الفقراء، وإسعاد المؤمنين، وتعذيب الكافرين.
**أوقات الثناء على الله:**
1. **في الصباح والمساء:**
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.
2. **عند الأذان والإقامة:**
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا ينالها إلا عبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي”.
3. **عند الشدائد والكربات:**
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كُتبت له عشر حسنات، ومُحيت عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان له حرز من الشيطان يوم ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا من زاد على ذلك”.
**آداب الثناء على الله:**
1. **الإخلاص:**
وذلك بأن يكون الثناء خالصًا لوجه الله تعالى، لا يُشوبُهُ شيء من الرياء أو السمعة.
2. **الحضور:**
وذلك بأن يكون العبد حاضر القلب والذهن، متيقظًا متفكرًا في معاني الثناء الذي يقوله.
3. **التدبر:**
وذلك بأن يتفكر العبد في معاني الثناء الذي يقوله، ويتدبر في عظمة الله تعالى وكماله.
4. **خشوع القلب وخضوعه:**
وذلك بأن يكون العبد متواضعًا خاشعًا لله تعالى، منيبًا إليه متضرعًا.
5. **رفع الصوت:**
وذلك بأن يكون العبد مسمعًا صوته بالثناء على الله تعالى، إلا إذا كان في موضع لا يناسب ذلك، كالمسجد أو المقبرة.
**خاتمة:**
الثناء على الله تعالى من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لنيل المغفرة والرحمة والتوفيق في الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالى بذلك في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، فينبغي للمسلم أن يحرص على الثناء على الله تعالى في كل وقت وحين، وأن يتدبر في معاني الثناء الذي يقوله، ويتفكر في عظمة الله تعالى وكماله، وأن يكون متواضعًا خاشعًا لله تعالى، منيبًا إليه متضرعًا.