الحجاج بن يوسف الثقفي
الوالي الأموي والحاكم العسكري الذي حكم العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الميلادي. اشتهر بقسوته ودهائه في حكمه.
نشأته وبداياته
وُلد الحجاج بن يوسف في مدينة الطائف بالحجاز في عام 41 هـ (661 م)، ونشأ في أسرة فقيرة. كان والده يوسف بن الحكم الثقفي من وجهاء ثقيف، وكان يلقب بـ “أبي عقيل”. انتقلت أسرة الحجاج إلى الكوفة في العراق عندما كان طفلاً، وهناك تعلم فنون القتال والفروسية.
صعوده إلى السلطة
بدأ الحجاج حياته السياسية موظفًا بسيطًا في ديوان الخراج بالكوفة. لكنه سرعان ما لفت الأنظار بذكائه وطموحه، وترقى في المناصب حتى أصبح واليًا على العراق في عام 74 هـ (693 م).
إنجازاته في الحكم
خلال فترة ولايته على العراق، حقق الحجاج العديد من الإنجازات، منها:
قمع تمرد عبد الله بن الزبير، الذي ادعى الخلافة في مكة، وأعاد العراق إلى سيطرة الأمويين.
قمع تمرد الخوارج، الذين كانوا يمثلون تهديدًا كبيرًا لسلطة الأمويين في الشرق الأوسط.
إصلاح النظام الإداري والمالي في العراق، وجمع الضرائب بكفاءة.
بناء العديد من المنشآت العمرانية، بما في ذلك قصر الحجاج في واسط، والذي كان من أروع القصور في عصره.
أسلوب حكمه
كان الحجاج بن يوسف حاكماً قويًا وصارمًا. اتسم حكمه بالقسوة والعنف، ولم يتردد في استخدام القوة لإخماد أي تمرد أو معارضة. كما كان معروفًا عنه دهاؤه وحنكته السياسية، وكان قادرًا على التلاعب بخصومه وإجبارهم على الخضوع لإرادته.
وفاته
توفي الحجاج بن يوسف في مدينة واسط في عام 95 هـ (714 م)، عن عمر يناهز 54 عامًا. يُقال إنه مات مسمومًا، لكن هناك عدة روايات مختلفة حول ظروف وفاته.
تقييم حكمه
حظي الحجاج بن يوسف بتقييمات متباينة من المؤرخين. فبينما يرى البعض أنه كان حاكمًا قويًا وناجحًا، يرى آخرون أنه كان حاكمًا ظالمًا وقاسيًا. لكن لا خلاف على أنه كان أحد أهم الشخصيات في تاريخ الدولة الأموية، ولعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على وحدة الدولة واستقرارها.
خاتمة
كان الحجاج بن يوسف أحد أهم الشخصيات في تاريخ الدولة الأموية. حكم العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط لمدة 21 عامًا، وخلال تلك الفترة حقق العديد من الإنجازات، لكنه اشتهر أيضًا بقسوته وعنفه. توفي الحجاج في عام 95 هـ (714 م) في مدينة واسط، عن عمر يناهز 54 عامًا.