العنوان: اللهم أنك عفو تحب العفو فأعف عنا
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى هو العفو الذي يحب العفو، وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، وقد أمرنا الله تعالى بالإكثار من الاستغفار والدعاء بطلب العفو والمغفرة، فقال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [الشورى: 5].
العفو من صفات الله تعالى:
1. العفو من صفات الله تعالى، وهو من أسمائه الحسنى، وقد ورد في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: “هُوَ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ” [البقرة: 235].
2. العفو هو محو الذنوب والخطايا، والتجاوز عن العقوبة، وهو من أرحم صفات الله تعالى، وقد قال تعالى: “وَأَنَا الْغَفَّارُ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” [طه: 82].
3. العفو من صفات المتقين، وقد قال تعالى: “وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا” [الفرقان: 63].
فضل العفو عند الله تعالى:
1. العفو من أعظم صفات الله تعالى، وقد قال تعالى: “وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” [البقرة: 38].
2. العفو من أسباب دخول الجنة، وقد قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ” [الشورى: 37].
3. العفو من أسباب زيادة الرزق، وقد قال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” [الطلاق: 2-3].
الحث على العفو في الإسلام:
1. حث الإسلام على العفو والتسامح، وقد قال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [النور: 22].
2. العفو من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وقد قال تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام: “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ مِنْ قَبْلُنَا قَصَصٌ فَاقْصُصْهُمْ عَلَى قَوْمِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” [يوسف: 86-87].
3. العفو من أخلاق المؤمنين الصالحين، وقد قال تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [آل عمران: 134].
العفو في معاملات الناس:
1. العفو في معاملات الناس من أهم أسباب المحبة والألفة، وقد قال تعالى: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ” [المؤمنون: 96].
2. العفو في معاملات الناس من أسباب حل المشاكل والخلافات، وقد قال تعالى: “فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” [الحجرات: 9].
3. العفو في معاملات الناس من أسباب زيادة الرزق، وقد قال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” [الطلاق: 2-3].
طلب العفو والمغفرة من الله تعالى:
1. ينبغي للمؤمن أن يكثر من الاستغفار والدعاء بطلب العفو والمغفرة من الله تعالى، فقد قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [الشورى: 5].
2. ينبغي للمؤمن أن يتوب إلى الله تعالى من ذنوبه وخطاياه، فقد قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [النور: 31].
3. ينبغي للمؤمن أن يدعو الله تعالى بأن يعفو عنه ويغفر له ذنوبه وخطاياه، فقد قال تعالى: “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [آل عمران: 147].
الخاتمة:
العفو من أهم صفات الله تعالى، وهو من أسباب دخول الجنة، وزيادة الرزق، وحل المشاكل والخلافات، وينبغي للمؤمن أن يكثر من الاستغفار والدعاء بطلب العفو والمغفرة من الله تعالى.