اللهم أغنني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك
مقدمة:
إن الحاجة إلى الله سبحانه وتعالى هي غاية كل مسلم، فالغنى هو الاستغناء عن الخلق والتوكل على الخالق، وقد حثنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء إلى الله تعالى بأن يغني به عن حرامه وفضله عن غيره، ففي هذا الدعاء معانٍ عميقة ودروس عظيمة، فالحاجة إلى الله هي من أعظم العبادات، والاستغناء عن الخلق هو من أقوى أسباب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
1. الحاجة إلى الله تعالى:
– إن الحاجة إلى الله تعالى هي من أعظم العبادات، فهي تعني أن الإنسان يعترف بضعفه وعجزه، وأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأن لا ملجأ ولا منجا إلا إليه سبحانه وتعالى.
– إن الحاجة إلى الله تعالى تجعل الإنسان يشعر بالطمأنينة والسكينة، فمعرفته بأن الله تعالى هو الحافظ والرازق والمدبر لكل الأمور، تجعله يشعر بالأمان والراحة، فلا يخشى شيئًا ولا يحزن على شيء.
– إن الحاجة إلى الله تعالى تجعل الإنسان أكثر تواضعًا، فعندما يدرك الإنسان أنه فقير إلى الله تعالى، وأنه لا يستطيع أن يحصل على شيء إلا بإذنه، فإنه يتواضع لله تعالى وينقاد لأوامره وينتهي عن نواهيه.
2. الاستغناء عن حرام الله تعالى:
– إن الاستغناء عن حرام الله تعالى هو من أعظم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، فالحرام هو كل ما نهى الله تعالى عنه، وهو ضار للإنسان في دينه ودنياه.
– إن الاستغناء عن حرام الله تعالى يجعل الإنسان أكثر طهارة ونقاءً، فمعرفته بأن الحرام هو نجس ودنس، يجعله يبتعد عنه ويحافظ على نفسه من الوقوع فيه.
– إن الاستغناء عن حرام الله تعالى يجعل الإنسان أكثر سعادة وراحة، فمعرفته بأنه يحافظ على نفسه من الحرام، يجعله يشعر بالطمأنينة والسكينة، فلا يخشى شيئًا ولا يحزن على شيء.
3. الغنى بفضل الله تعالى:
– إن الغنى بفضل الله تعالى هو من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها الإنسان، فالله تعالى هو الغني الحميد، وهو الذي يعطي ويمنع حسب إرادته.
– إن الغنى بفضل الله تعالى يجعل الإنسان أكثر شكرًا لله تعالى، فعندما يدرك الإنسان أن ما بين يديه من نعم هو من فضل الله تعالى، فإنه يشكر الله تعالى ويحمده على هذه النعم.
– إن الغنى بفضل الله تعالى يجعل الإنسان أكثر سخاءً وكرمًا، فعندما يدرك الإنسان أنه غني بفضل الله تعالى، فإنه يكون أكثر رغبة في مساعدة الآخرين وإعطائهم من فضل الله تعالى عليه.
4. الاستغناء عن غير الله تعالى:
– إن الاستغناء عن غير الله تعالى هو من أهم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، فالناس لا يملكون شيئًا، ولا يستطيعون أن يعطوا شيئًا، وإنما كل ما عندهم هو من فضل الله تعالى.
– إن الاستغناء عن غير الله تعالى يجعل الإنسان أكثر حرية واستقلالية، فعندما لا يكون الإنسان محتاجًا إلى أحد، فإنه يكون أكثر حرية في اتخاذ قراراته وتصرفاته.
– إن الاستغناء عن غير الله تعالى يجعل الإنسان أكثر قوة وثقة بنفسه، فعندما يدرك الإنسان أنه لا يحتاج إلى أحد، فإنه يكون أكثر قوة وثقة بنفسه، ولا يتأثر بكلام الناس أو أفعالهم.
5. فضل الدعاء بهذا الدعاء:
– إن الدعاء بهذا الدعاء هو من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الإنسان، فهو دعاء شامل يجمع بين الحاجة إلى الله تعالى والاستغناء عن حرامه وفضله عن غيره.
– إن الدعاء بهذا الدعاء من أسباب الاستجابة، فعندما يدعو الإنسان بهذا الدعاء بإخلاص وتضرع، فإن الله تعالى يستجيب له ويرزقه من حلاله ويغنيه بفضله عن غيره.
– إن الدعاء بهذا الدعاء من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، فعندما يدعو الإنسان بهذا الدعاء بصدق وإخلاص، فإن الله تعالى ينجيه من الحرام والفضائح، ويرزقه من فضله ويرحمه في الدنيا والآخرة.
6. آداب الدعاء بهذا الدعاء:
– يجب على الإنسان أن يتوضأ قبل الدعاء، وأن يستقبل القبلة، وأن يرفع يديه إلى السماء، وأن يدعو بإخلاص وتضرع.
– يجب على الإنسان أن يكون على يقين بأن الله تعالى يستجيب لدعائه، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.
– يجب على الإنسان أن يدعو بهذا الدعاء في جميع الأوقات، وفي كل الأحوال، فالدعاء عبادة لا تنقطع.
الخاتمة:
إن الدعاء إلى الله تعالى بأن يغني به عن حرامه وفضله عن غيره، هو من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها الإنسان، ففيه معانٍ عميقة ودروس عظيمة، فالحاجة إلى الله هي من أعظم العبادات، والاستغناء عن الخلق هو من أقوى أسباب السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.