مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فإن الغنى هو من الأمور التي يسعى إليها جميع الناس، وهو أحد مظاهر السعادة في الحياة الدنيا، وقد حثنا الإسلام على طلب الغنى من الله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
أسباب الغنى:
1. التوكل على الله: إن التوكل على الله عز وجل هو من أهم أسباب الغنى، فالله تعالى هو الرزاق وهو الذي بيده أرزاق العباد، وقد حثنا الإسلام على التوكل على الله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
2. العمل الصالح: إن العمل الصالح هو من أسباب الغنى، فالعمل الصالح يجلب الرزق ويبارك فيه، وقد حثنا الإسلام على العمل الصالح، كما ورد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۖ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
3. الصبر والرضا بقضاء الله: إن الصبر والرضا بقضاء الله عز وجل من أسباب الغنى، فالصبر والرضا بقضاء الله يجلبان الرضا والغنى النفسي، وقد حثنا الإسلام على الصبر والرضا بقضاء الله، كما ورد في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.
4. البر بالوالدين: إن بر الوالدين من أسباب الغنى، فبر الوالدين يجلب الرزق ويبارك فيه، وقد حثنا الإسلام على بر الوالدين، كما ورد في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
5. صلة الرحم: إن صلة الرحم من أسباب الغنى، فصلة الرحم تجلب الرزق ويبارك فيه، وقد حثنا الإسلام على صلة الرحم، كما ورد في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}.
6. الزكاة: إن الزكاة من أسباب الغنى، فالزكاة تطهر المال وتبارك فيه، وقد حثنا الإسلام على إخراج الزكاة، كما ورد في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.
7. الدعاء: إن الدعاء من أسباب الغنى، فالدعاء يجلب الرزق ويبارك فيه، وقد حثنا الإسلام على الدعاء، كما ورد في قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
ثمار الغنى:
1. الاستغناء عن الناس: إن الغنى يجعل الإنسان يستغني عن الناس ولا يحتاج إلى أحد، وهذا من أعظم النعم التي ينعم الله بها على الإنسان، كما ورد في قوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}.
2. قضاء حوائج الناس: إن الغنى يجعل الإنسان قادراً على قضاء حوائج الناس ومساعدتهم، وهذا من أعظم الأعمال الصالحة التي يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ}.
3. تحقيق الذات: إن الغنى يجعل الإنسان قادراً على تحقيق ذاته وتحقيق أهدافه وطموحاته، وهذا من أعظم النعم التي ينعم الله بها على الإنسان، كما ورد في قوله تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَالَّذِينَ رُزِقُوا أَكْثَرَ مَا يَبْخَلُونَ بِهِ عَلَى مَنْ رُزِقُوا أَقَلَّ}.
خاتمة:
إن الغنى من الأمور التي يسعى إليها جميع الناس، وهو أحد مظاهر السعادة في الحياة الدنيا، وقد حثنا الإسلام على طلب الغنى من الله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
والغنى له أسباب كثيرة منها التوكل على الله، والعمل الصالح، والصبر والرضا بقضاء الله، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والزكاة، والدعاء.
وللغنى ثمار كثيرة منها الاستغناء عن الناس، وقضاء حوائج الناس، وتحقيق الذات.