اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك
المقدمة:
في ظل عالم مليء بالتحديات والابتلاءات، يلجأ المؤمنون إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع، طالبين منه العون والرعاية والحماية من كل شر. ومن أفضل الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها هي “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك”. دعاء جامع وثري بالمعاني العميقة، يستحضر فيه العبد ربه طالبًا منه الكفاية والغنى في جميع جوانب الحياة.
1. كفاية الله تعالى للعبد:
– يضمن الله تعالى لعباده الكفاية في الرزق، مهما كانت ظروفهم أو أحوالهم.
– من دعوة العبد “اللهم أكفنا بحلالك”، يطلب من الله أن يرزقه من الحلال الطيب، وأن يغنيه عن الحرام والمحرمات.
– يبين الله تعالى في كتابه العزيز قوله: “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”، مؤكدًا على رعايته ورحمته بجميع خلقه.
2. فضل الله تعالى على عباده:
– يفيض الله تعالى على عباده بفضله ونعمه الظاهرة والباطنة، دون أن ينتظر منهم شيئًا في المقابل.
– ينعم الله تعالى على الإنسان بالصحة والعافية، والقوة والقدرة، والعقل السليم، وغيرها من النعم التي لا تُحصى.
– من دعوة العبد “وأغننا بفضلك عمّن سواك”، يطلب من الله أن يغنيه بفضله عن الحاجة إلى أي مخلوق آخر، وأن يجعله مكتفياً بما عند الله وحده.
3. حسن التوكل على الله تعالى:
– التوكل على الله تعالى هو من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يضعون ثقتهم الكاملة في ربهم.
– عندما يدعو العبد “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك”، فهو يعبر عن حسن توكله على الله تعالى، ويقينه بأن الله وحده هو القادر على تلبية حاجاته.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ”، مؤكدًا على أن من يتوكل عليه فهو كافٍ له.
4. الحذر من الحرام والمحرمات:
– يحذر الله تعالى عباده من الوقوع في الحرام والمحرمات، لما لها من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع.
– من دعوة العبد “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك”، يطلب من الله أن يحفظه من الوقوع في المعاصي والذنوب، وأن يرزقه الحلال الطيب الذي يبارك فيه.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً”، مؤكدًا على حرمة الزنا وفظاعته.
5. الرغبة في الاعتماد على الله تعالى:
– يسعى المؤمن الصادق إلى الاعتماد على الله تعالى في جميع شؤون حياته، مدركًا أن الله وحده هو القادر على تحقيق أمانيه وتلبية حاجاته.
– عندما يدعو العبد “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك”، فهو يعبر عن رغبته في الاعتماد على الله وحده، والتخلي عن التعلق بالمخلوقات.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ”، مؤكدًا على أن من يتقي الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
6. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى:
– يعتبر الدعاء إلى الله تعالى من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو وسيلة للتواصل مع الله والتضرع إليه.
– من دعوة العبد “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك”، يطلب من الله أن يستجيب لدعائه ويلبي حاجاته.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”، مؤكدًا على أنه قريب من عباده ويستجيب لدعائهم.
7. أهمية الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه:
– يؤكد الإسلام على أهمية الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، لما في ذلك من خير وفلاح للإنسان في الدنيا والآخرة.
– عندما يدعو العبد “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك”، فهو يعبر عن التزامه بأوامر الله واجتنابه لنواهيه.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَاتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”، مؤكدًا على ضرورة تقوى الله والإسلام حتى الممات.
الخاتمة:
إن دعاء “اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمّن سواك” هو دعاء جامع وثري بالمعاني العميقة، يطلب فيه العبد من ربه الكفاية والغنى في جميع نواحي الحياة. ويؤكد هذا الدعاء على أهمية التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه في جميع الشؤون، والحذر من الوقوع في الحرام والمحرمات. كما يدعو هذا الدعاء إلى الامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، والتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع إليه.