اللهم اكفنيهم بما تشاء وكيف تشاء

المقدمة:

اللهم أكفنيهم بما تشاء وكيف تشاء، دعاء يردده المسلمون في مواجهة الأعداء والمعتدين، وهو دعاء مستجاب بإذن الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال اللهم أكفنيهم بما تشاء وكيف تشاء كفاه الله تعالى”.

اللهم اكفنيهم بنصرك وتأييدك:

إذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه النصر والتوفيق، فإن الله تعالى ينصره ويساعده، ويخذل أعداءه ويقهرهم.

ومن الأمثلة على ذلك، نصرة الله تعالى للمسلمين في غزوة بدر، حيث كان المسلمون قلة قليلة، بينما كان المشركون كثيرين، ولكن الله تعالى نصر المسلمين وهزم المشركين.

كما نصر الله تعالى المسلمين في غزوة أحد، حيث كان المسلمون أكثر عدداً من المشركين، ولكن المشركين كانوا أقوى وأشد عتاداً، ومع ذلك، فقد نصر الله تعالى المسلمين وهزم المشركين.

اللهم اكفنيهم بقوتك وسلطانك:

إن الله تعالى قوي عزيز، له السلطان المطلق على كل شيء في الكون، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه أن يكفيه أعداءه بقوته وسلطانه، فإن الله تعالى يكفيه شرهم ويحفظهم منهم.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون وجنوده، حيث كان فرعون وجنوده أقوياء ومتجبرين، ولكن الله تعالى نصر سيدنا موسى عليه السلام وأغرق فرعون وجنوده في البحر.

كما نصر الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على المشركين، حيث كان المشركون أقوياء ومتعددين، ولكن الله تعالى نصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأعز دينه.

اللهم اكفنيهم بحكمتك وتدبيرك:

إن الله تعالى حكيم عليم، يعلم كل شيء، ويدبر الأمور بحكمة بالغة، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه أن يكفيه أعداءه بحكمته وتدبيره، فإن الله تعالى يكفيه شرهم ويصرف عنهم مكائدهم.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، حيث كان إخوة سيدنا يوسف عليه السلام حاسدين له، وألقوه في البئر، ثم باعوه إلى تجار، ثم ذهبوا إلى أبيهم وقالوا له إن الذئب أكله.

ولكن الله تعالى أنقذ سيدنا يوسف عليه السلام من البئر، وجعله عزيز مصر، وأعز به إخوته الذين أساءوا إليه.

اللهم اكفنيهم بفضلك ورحمتك:

إن الله تعالى فضله ورحمته واسعة، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه أن يكفيه أعداءه بفضله ورحمته، فإن الله تعالى يكفيه شرهم ويغفر له ذنبه.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا أيوب عليه السلام، حيث ابتلاه الله تعالى بالمرض والفقر، ولكن سيدنا أيوب عليه السلام صبر على ابتلاء الله تعالى له، ودعا الله تعالى أن يكفيه شر المرض والفقر.

فاستجاب الله تعالى لدعاء سيدنا أيوب عليه السلام، وشفاه من مرضه، وأعاد إليه ماله وأهله.

اللهم اكفنيهم بملائكتك و جنودك:

إن الله تعالى ملائكة وجنود أقوياء، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه أن يكفيه أعداءه بملائكته وجنوده، فإن الله تعالى يكفيه شرهم وينصرهم عليهم.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود، حيث كان النمرود متجبرًا وطاغية، وأراد أن يحرق سيدنا إبراهيم عليه السلام بالنار.

ولكن الله تعالى أرسل جبريل عليه السلام لينقذ سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار، فأطفأ جبريل عليه السلام النار وأحرق النمرود وجنوده.

اللهم اكفنيهم بدعائي وتضرعي إليك:

إن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى من أقوى الأسلحة التي يمكن للمسلم أن يستخدمها لمواجهة أعدائه، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى ودعاه وتضرع إليه، فإن الله تعالى يستجيب دعاءه وينصره على أعدائه.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه، حيث كان قوم سيدنا نوح عليه السلام كافرين مشركين، فدعاهم سيدنا نوح عليه السلام إلى عبادة الله تعالى، ولكنهم رفضوا وأصروا على كفرهم وفسادهم.

فدعا سيدنا نوح عليه السلام الله تعالى أن ينقذه من قومه، فاستجاب الله تعالى لدعاء سيدنا نوح عليه السلام، وأرسل الطوفان الذي أغرق قوم سيدنا نوح عليه السلام.

اللهم اكفنيهم بعافيتك وسلامتك:

إن العافية والسلامة من أعظم نعم الله تعالى على عباده، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه العافية والسلامة، فإن الله تعالى يعافيه ويسلمه من كل مكروه.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ، حيث كانت ملكة سبأ كافرة مشركة، وكانت تعبد الشمس.

فدعا سيدنا سليمان عليه السلام الله تعالى أن يهدي ملكة سبأ إلى الإسلام، فاستجاب الله تعالى لدعاء سيدنا سليمان عليه السلام، وأسلمت ملكة سبأ.

الخاتمة:

اللهم أكفنيهم بما تشاء وكيف تشاء، دعاء عظيم يستجيب الله تعالى له بإذنه تعالى، فإذا لجأ المسلم إلى الله تعالى وطلب منه أن يكفيه أعداءه، فإن الله تعالى يكفيه شرهم وينصره عليهم.