بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أنت السلام
المقدمة:
الحمد لله الذي جعل السلام اسمًا من أسمائه الحسنى، والصلاة والسلام على خاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، السلام لغةً هو ضد الحرب، وشرعًا هو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو خلق الطمأنينة والسكينة في النفس، وسلامةٌ من كل خوف وقلق واضطراب، وقد أمرنا الله تعالى بالسلام في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال عز وجل: “وَإِذَا جَاءُوكُمْ فَسَلَّمُوا عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً” [النور: 61].
أولاً: السلام صفة من صفات الله تعالى:
1. السلام هو أحد أسماء الله الحسنى، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” [الحشر: 23].
2. السلام يعني أن الله سبحانه وتعالى خالٍ من جميع النقائص والعيوب، وهو الكامل في صفاته وأفعاله.
3. السلام يدل على أن الله تعالى هو مصدر السلام والأمان والطمأنينة، وهو الذي ينشر السلام في الكون ويحفظ خلقه من كل خوف وقلق.
ثانيًا: السلام من أسماء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
1. سمي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالسلام، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” [الأنبياء: 107].
2. السلام يعني أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان سببًا في نشر السلام والأمان والطمأنينة بين الناس، فقد جاء ليهديهم إلى سواء السبيل ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
3. السلام يدل على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين، فقد جاء ليدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وينقذهم من النار ويأخذ بهم إلى الجنة.
ثالثًا: السلام هدف من أهداف الإسلام:
1. جعل الإسلام السلام هدفًا من أهدافه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَقُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْ تَرْضَوْنَ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ” [التوبة: 38].
2. السلام هو الغاية من الجهاد في الإسلام، فالجهاد ليس هدفه سفك الدماء وإراقة الدماء، وإنما هدفه إعلاء كلمة الله ونشر السلام والأمان.
3. السلام هو ثمرة العدل والمساواة، فإذا تحقق العدل والمساواة بين الناس، فإن ذلك سيؤدي إلى نشر السلام والأمان.
رابعًا: السلام واجب على كل مسلم:
1. أمر الله تعالى المسلمين بالسلام في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال عز وجل: “وَإِذَا جَاءُوكُمْ فَسَلَّمُوا عَلَيْكُمْ بِتَحِيَّةٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً” [النور: 61].
2. السلام سنة نبوية مؤكدة، فقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يُسلم على الناس ويرد عليهم السلام، وكان يحث على ذلك.
3. السلام من أهم الأخلاق الإسلامية، وهو عنوان للمحبة والإخوة والتآلف بين المسلمين.
خامسًا: السلام ضرورة من ضرورات الحياة:
1. السلام ضرورة من ضرورات الحياة، فهو أساس الاستقرار والتنمية والتقدم.
2. السلام يوفر بيئة آمنة ومستقرة للناس، مما يسمح لهم بالعيش في طمأنينة وراحة.
3. السلام يساعد على انتشار العلم والثقافة والفنون، ويخلق مجتمعًا متحضرًا ومتقدمًا.
سادسًا: السلام مهدد بالعديد من التحديات:
1. هناك العديد من التحديات التي تهدد السلام العالمي، ومن أبرز هذه التحديات: الإرهاب والتطرف والنزاعات المسلحة والصراعات العرقية والدينية.
2. هذه التحديات تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وانتشار العنف والإرهاب، مما يهدد حياة الناس وممتلكاتهم.
3. لابد من تضافر الجهود الدولية لمواجهة هذه التحديات والعمل على نشر السلام والأمان في جميع أنحاء العالم.
سابعًا: السلام مسؤولية الجميع:
1. السلام مسؤولية الجميع، فهو ليس مسؤولية الدول والحكومات فقط، وإنما هو مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع.
2. كل فرد يمكن أن يساهم في نشر السلام من خلال احترام الآخرين وتقبل اختلافاتهم والتعاون معهم من أجل تحقيق المصلحة العامة.
3. يجب أن نعمل جميعًا معًا من أجل نشر السلام والأمان في جميع أنحاء العالم، وأن نجعل السلام هدفًا نسعى إليه جميعًا.
الخلاصة:
السلام هو أحد أسماء الله الحسنى، وهو صفة من صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو هدف من أهداف الإسلام، وواجب على كل مسلم، وضرورة من ضرورات الحياة. السلام مهدد بالعديد من التحديات، لكنه مسؤولية الجميع، ولابد من تضافر الجهود الدولية من أجل نشر السلام والأمان في جميع أنحاء العالم.