اللهم انت الشافي المعافي اشفني

اللَّهُمَّ أَنتَ الشَّافِي الْمُعَافِي، أَشْفِنِي:

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إلهي وإله آبائي الأولين، لك الحمد والشكر على ما أوليتنا من نعم ظاهرة وباطنة، فاللهم اجعلنا من الشاكرين لك. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أمَّا بعد: فإنَّ من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي نعمة الصحة والعافية، فمن كان صحيحاً معافى فهو غني وإن لم يملك شيئاً، ومن كان مريضاً فهو فقير وإن ملك الدنيا وما فيها.

والله تعالى هو الشافي المعافي، وهو الذي بيده الشفاء والمرض، وهو الذي يهب الصحة والعافية لمن يشاء، ويسلبها ممن يشاء، فهو سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان من تراب، ثم جعله في أحسن تقويم، ثم صوره في أحسن صورة، ثم نفخ فيه من روحه، فأصبح الإنسان نفساً واحدة، ثم جعله ذكرين وأنثى، ثم رزقه السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك بمنه وكرمه.

الشفاء في القرآن والسنة:

ورد ذكر الشفاء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]. وفي السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة في فضل الدعاء بالشفاء، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، ومسح بيده اليمنى، وهو يقول: “أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً”.

أهميَّة الدعاء بالشفاء:

الدعاء بالشفاء من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها لنفسه ولغيره، فالدعاء سلاح المؤمن، وهو مفتاح الفرج، وهو سبب النجاة من البلاء والمرض، قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 49].

آداب الدعاء بالشفاء:

هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء بالشفاء، منها:

– الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصًا لله وحده، لا شريك له.

– اليقين بالإجابة: أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه.

– التضرع والخشوع: أن يكون الدعاء بتضرع وخشوع.

– رفع اليدين: أن يرفع الداعي يديه إلى السماء عند الدعاء.

– الدعاء بأسماء الله الحسنى: أن يدعو الداعي الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.

– الدعاء في الأوقات الفاضلة: أن يدعو الداعي في الأوقات الفاضلة، مثل ليلة القدر، ويوم الجمعة، وعند السحر.

أدعية للشفاء:

يوجد العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يتضرع بها إلى الله تعالى بالشفاء، منها:

– اللهم يا شافي يا معافي، اشفي (اسم المريض) شفاءً لا يغادر سقماً.

– اللهم أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، اشفي (اسم المريض) شفاءً تاماً.

– اللهم اشفني وعافني، وارحمني وتولني، أنت الشافي المعافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.

فضل الدعاء بالشفاء:

للدعاء بالشفاء فضل عظيم، ومن ذلك:

– استجابة الدعاء: قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

– رفع البلاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء، ولو كان نافذاً”.

– تفريج الكرب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فداوموا الدعاء”.

– حصول الأجر والثواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة”.

خاتمة:

الدعاء بالشفاء من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها لنفسه ولغيره، فالدعاء سلاح المؤمن، وهو مفتاح الفرج، وهو سبب النجاة من البلاء والمرض. وإن الله تعالى هو الشافي المعافي، وهو الذي بيده الشفاء والمرض، وهو الذي يهب الصحة والعافية لمن يشاء، ويسلبها ممن يشاء، فهو سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان من تراب، ثم جعله في أحسن تقويم، ثم صوره في أحسن صورة، ثم نفخ فيه من روحه، فأصبح الإنسان نفساً واحدة، ثم جعله ذكرين وأنثى، ثم رزقه السمع والبصر والفؤاد، كل ذلك بمنه وكرمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *