اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا وعن والدينا
المقدمة:
إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يحب العفو ويحب أن يعفو عن عباده، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه: 82]، وفي حديث قدسي يقول الله تعالى: “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي عبدي ما شاء”. لذلك، فإننا ندعو الله عز وجل أن يعفو عنا وعن والدينا وأن يغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا، وأن يرحمنا برحمته الواسعة.
الرحمة الإلهية:
إن الله سبحانه وتعالى ذو رحمة واسعة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156]، وفي حديث قدسي يقول الله تعالى: “يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا”، لذلك، فإننا نلجأ إلى الله عز وجل ونطلب منه رحمته الواسعة وأن يغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا.
الاستغفار والتوبة:
إن الاستغفار والتوبة من الذنوب والسيئات من أهم أسباب العفو والمغفرة من الله عز وجل، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]، وفي حديث قدسي يقول الله تعالى: “يا ابن آدم إنك ما دعوتني واستغفرتني غفرت لك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة”، لذلك، فإننا نستغفر الله تعالى ونتوب إليه من كل ذنب اقترفناه وسيئة ارتكبناها.
فضائل العفو والمغفرة:
إن العفو والمغفرة من أعظم الفضائل التي يتحلى بها الإنسان المسلم، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: 237]، وفي حديث شريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله تعالى وأقربهم منه يوم القيامة أحسنهم خلقًا، وألينهم جانبًا، وأكظمهم غيظًا، وأعظمهم عفوًا”، لذلك، فإننا نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من العافين الصفحين وأن يرزقنا فضيلة العفو والمغفرة.
أثر العفو والمغفرة على الفرد والمجتمع:
إن العفو والمغفرة لهما أثر كبير وإيجابي على الفرد والمجتمع، فعلى الفرد يعززان لديه روح المحبة والتسامح والرحمة، ويقويان علاقاته مع الآخرين، ويبعدان عنه مشاعر الحقد والضغينة والانتقام، وعلى المجتمع يعززان لديه الأمن والاستقرار والتكافل والتعاون، ويقللان من الجرائم والنزاعات والصراعات.
العفو والمغفرة في القرآن الكريم والسنة النبوية:
حث القرآن الكريم والسنة النبوية على العفو والمغفرة، ففي القرآن الكريم يقول تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126]، وفي حديث شريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيار الناس أحسنهم أخلاقًا، الذين يألفون ويؤلفون، ويحسنون ويشفقون”، لذلك، فإننا نستلهم من القرآن الكريم والسنة النبوية قيم العفو والمغفرة ونعمل على نشرها في المجتمع.
الدعاء بالعفو والمغفرة:
إن الدعاء بالعفو والمغفرة من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وفي حديث قدسي يقول الله تعالى: “أنا مع عبدي ما دعاني، فإذا دعاني أجبته”، لذلك، فإننا ندعو الله عز وجل أن يعفو عنا وعن والدينا وأن يغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا وأن يرحمنا برحمته الواسعة.
الخاتمة:
إن العفو والمغفرة من أعظم الفضائل التي يتحلى بها الإنسان المسلم، وقد حث القرآن الكريم والسنة النبوية على العفو والمغفرة، ولهما أثر كبير وإيجابي على الفرد والمجتمع، لذلك، فإننا ندعو الله عز وجل أن يعفو عنا وعن والدينا وأن يغفر لنا ذنوبنا وسيئاتنا وأن يرحمنا برحمته الواسعة.