اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي:
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}، وقال تعالى: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم، سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون}.
ومن أعظم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعوها هو دعاء اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي، فعندما يحس المسلم بقلة الحيلة وضعف الطاقة وعدم القدرة على مواجهة مشاكله وظروفه الصعبة، يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه بهذا الدعاء العظيم.
1. فضل الدعاء:
إن لدعاء اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي فضل كبير وثواب عظيم، ومن فضله:
– أنه من الأدعية التي يستجاب فيها للمدعو، فقد قال الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
– أنه سبب في تفريج الكرب وإزالة الهموم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من الناس، فليتوضأ ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي وضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربي وإلهي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبت علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بك من كلمات السوء ومن شر ما قضيت ومن شر ما لم تقض، وأسألك من خير ما قضيت ومن خير ما لم تقض، وأعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك وتحول عافيتك، وأسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول”.
– أنه سبب في زيادة الإيمان وتقوية العلاقة بين العبد وربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
2. من هم الذين ينبغي عليهم الدعاء بهذا الدعاء؟
ينبغي على كل مسلم أن يدعو بهذا الدعاء، خاصة في أوقات الشدة والضيق والحاجة، ومن ذلك:
– من كان في كرب شديد أو هم عظيم.
– من كان ضعيف الحيلة وقليل الطاقة.
– من كان مهانًا عند الناس ومذلولًا.
– من كان تائهًا في حياته ولا يدري ماذا يفعل.
– من كان ظلمًا أو مضطهدًا.
3. متى ينبغي الدعاء بهذا الدعاء؟
ينبغي الدعاء بهذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان، ولكن هناك أوقات وأماكن يفضل الدعاء فيها بهذا الدعاء، ومن ذلك:
– في السجود، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في سجودكم”.
– في الثلث الأخير من الليل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
– عند السحر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السحر تطلع فيه الرحمة”.
4. كيفيّة الدعاء بهذا الدعاء:
لا يشترط في الدعاء بهذا الدعاء صيغة معينة، ولكن هناك صيغ مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن للمسلم أن يدعو بها، ومنها:
– اللهم إني أشكو إليك قلة حيلتي وضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربي وإلهي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبت علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بك من كلمات السوء ومن شر ما قضيت ومن شر ما لم تقض، وأسألك من خير ما قضيت ومن خير ما لم تقض، وأعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك وتحول عافيتك، وأسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول.
– اللهم يا كافي يا وافي، يا حسيبي يا وكيلي، يا غفاري يا ستاري، يا رازقي يا ناصري، يا ربي يا ربي، أشكو إليك أمرًا عجزت عنه، وألجأت إليك فيه، فاكفني بحسن كفايتك، واحيني بعنايتك، وانصرني بنصرك القوي، واجبرني برحمتك، وارزقني من فضلك، يا كريم يا رحيم.
– اللهم يا غياث المستغيثين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أسألك العافية عاجلها وآجلها، في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والعافية في الآخرة، اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واقض عنا الديون وأغننا من الفقر، يا كريم يا رحيم.
5. آداب الدعاء بهذا الدعاء:
هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء بهذا الدعاء، ومنها:
– الإخلاص لله تعالى، بحيث يكون الدعاء لله وحده لا شريك له.
– الحضور الذهني والخشوع في الدعاء.
– اليقين بالإجابة، فينبغي للمسلم أن يوقن بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.
– التواضع والذل لله تعالى.
– الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
– الدعاء بصوت خفيض.
– الابتعاد عن الدعاء بالدعوات المحرمة.
6. آثار الدعاء بهذا الدعاء:
للدعاء بهذا الدعاء آثار إيجابية كثيرة على المسلم، ومنها:
– تفريج الكرب وإزالة الهموم.
– تقوية الإيمان وتقوية العلاقة بين العبد وربه.
– زيادة اليقين بالله تعالى.
– الشعور بالراحة والطمأنينة.
– جلب الرزق والبركة.
– دفع البلاء والنحس.
7. خاتمة:
الدعاء بهذا الدعاء هو من أعظم الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعوها، ففيه شكوى العبد لربه من قلة حيلته وضعف قوته وهوانه على الناس، وفيه طلب العبد من ربه أن يكفيه همه ويكشف ضره ويقضي حاجته. فمن دعا بهذا الدعاء بإخلاص وصدق ويقين، فإن الله تعالى سيستجيب لدعائه وسيفرج كربه ويكشف ضره ويقضي حاجته.