المقدمة
الاستشهاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى هو أهم ركن من أركان العقيدة الإسلامية، وهو الأساس الذي تقوم عليه جميع أركان الإسلام الأخرى. وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الآيات والأحاديث التي تؤكد على وحدانية الله وتنزهه عن كل نقص أو شريك.
أولاً: الدليل العقلي على وحدانية الله
هناك العديد من الأدلة العقلية التي تثبت وحدانية الله سبحانه وتعالى، منها:
دليل النظام والاتقان: إن الكون الذي نراه من حولنا هو عالم مترابط ومتكامل، مليء بالتنظيم والإتقان. وهذا النظام لا يمكن أن يكون وليد الصدفة أو العشوائية، بل لا بد أن يكون من صنع خالق حكيم قدير.
دليل الغائية: إن كل شيء في هذا الكون له غاية وهدف، وهذا يدل على أن هناك خالقًا حكيمًا قد وضع هذه الأغراض والأهداف.
دليل الوجوب والامكان: إن كل شيء في هذا الكون ممكن الوجود وممكن العدم، إلا الله سبحانه وتعالى فهو واجب الوجود بذاته. وهذا يعني أنه ليس بحاجة إلى سبب لوجوده، بل هو موجود بذاته وبنفسه.
ثانيًا: الدليل النقلي على وحدانية الله
هناك العديد من الأدلة النقلية في القرآن والسنة التي تؤكد على وحدانية الله سبحانه وتعالى، منها:
القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على وحدانية الله وتنزهه عن كل نقص أو شريك، منها قوله تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ”.
السنة النبوية: وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد على وحدانية الله وتنزهه عن كل نقص أو شريك، منها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
ثالثًا: آثار الإيمان بوحدانية الله
للايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى آثار إيجابية عديدة على حياة الفرد والمجتمع، منها:
الاستقامة على طريق الله: إن الإيمان بوحدانية الله يجعل الفرد مستقيمًا على طريق الله، ويحميه من الانحراف والضلال.
الشعور بالأمن والطمأنينة: إن الإيمان بوحدانية الله يجعل الفرد يشعر بالأمن والطمأنينة، لأنه يعلم أن الله هو القادر على كل شيء وهو المتصرف في شؤون الكون.
عبادة الله وحده دون شريك: إن الإيمان بوحدانية الله يجعل الفرد يعبد الله وحده دون شريك، ويتجنب الشرك بأنواعه المختلفة.
رابعًا: معنى الاستشهاد بالوحدانية
عندما يقول المسلم “اللهم إني أشهد أنك أنت الله”، فإنه يريد أن يقول:
أنا أشهد أنك وحدك أنت الله المستحق للعبادة: وهذا يعني أن المسلم يعتقد أن الله وحده هو المستحق للعبادة، ولا يجوز أن يعبد معه أحد سواه.
أنا أشهد أنك وحدك أنت الخالق: وهذا يعني أن المسلم يعتقد أن الله وحده هو الذي خلق الكون وخلق الإنسان، ولا يجوز أن يعتقد أن هناك خالقًا آخر غير الله.
أنا أشهد أنك وحدك أنت الرزاق: وهذا يعني أن المسلم يعتقد أن الله وحده هو الذي يرزق العباد، ولا يجوز أن يعتقد أن هناك رازقًا آخر غير الله.
خامسًا: أهمية الاستشهاد بالوحدانية
الاستشهاد بالوحدانية له أهمية كبيرة في حياة المسلم، منها:
إنه أساس العقيدة الإسلامية: إن الاستشهاد بالوحدانية هو أساس العقيدة الإسلامية، وهو أول ركن من أركان الإيمان.
إنه شرط لصحة العبادة: إن الاستشهاد بالوحدانية هو شرط لصحة العبادة، فلا تقبل أي عبادة من المسلم إلا إذا كان موحدًا لله عز وجل.
إنه سبب لدخول الجنة: إن الاستشهاد بالوحدانية هو سبب لدخول الجنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة”.
سادسًا: الشرك بالله تعالى
الشرك بالله تعالى هو أن يعبد المسلم معه غيره، سواء كان ذلك في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات. والشرك أنواع كثيرة، منها:
الشرك الأكبر: وهو أن يعبد المسلم مع الله إلهًا آخر، وهذا النوع من الشرك يخرج صاحبه من الملة الإسلامية.
الشرك الأصغر: وهو أن يفعل المسلم ما يجعله معرضًا لوقوع الشرك الأكبر، وهذا النوع من الشرك لا يخرج صاحبه من الملة الإسلامية، ولكنه ينقص من إيمانه.
سابعًا: الخاتمة
الاستشهاد بالوحدانية هو أساس العقيدة الإسلامية، وهو أول ركن من أركان الإيمان. والاستشهاد بالوحدانية له أهمية كبيرة في حياة المسلم، منها أنه شرط لصحة العبادة وأنه سبب لدخول الجنة. والشرك بالله تعالى هو أن يعبد المسلم معه غيره، سواء كان ذلك في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات. والشرك أنواع كثيرة، منها الشرك الأكبر والشرك الأصغر.