اللهم إني قد مسني الضر
المقدمة:
اللهم إني قد مسني الضر، هي دعوة يتضرع بها العبد إلى ربه عندما يشتد عليه الأمر ويشعر بالضيق والهم والحزن، وهو اعتراف بالعجز والضعف واللجوء إلى الله تعالى للفرج والتخفيف، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.
أسباب الضر:
1. الذنوب والمعاصي: قد يكون الضر ناتجًا عن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها العبد، فعندما يعصي العبد ربه ويخالف أوامره وينتهك حدوده، فإن ذلك يجلب عليه الضر والبلاء، ويبتعد عنه التوفيق والرحمة.
2. ابتلاء من الله تعالى: قد يكون الضر ابتلاء من الله تعالى لعبده المؤمن، وذلك ليمتحنه ويختبر صبره ويقينه، وليرفعه في درجاته ويغفر له سيئاته، وقد قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
3. أسباب طبيعية: قد يكون الضر ناتجًا عن أسباب طبيعية، مثل المرض أو الحوادث أو الكوارث الطبيعية، فهذه الأمور خارجة عن إرادة العبد ولا يستطيع التحكم فيها، ولكن عليه أن يتوكل على الله تعالى وأن يرضى بقضائه وقدره.
أنواع الضر:
1. الضر الجسدي: وهو ما يصيب الجسد من أمراض وآلام وإعاقات، وقد يكون الضر الجسدي بسيطًا أو شديدًا، وقد يؤدي إلى العجز أو الوفاة.
2. الضر النفسي: وهو ما يصيب النفس من هم وحزن وكآبة وقلق، وقد يكون الضر النفسي بسيطًا أو شديدًا، وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو الانتحار.
3. الضر المالي: وهو ما يصيب المال من خسارة أو سرقة أو ضياع، وقد يكون الضر المالي بسيطًا أو شديدًا، وقد يؤدي إلى الفقر والعوز.
4. الضر الاجتماعي: وهو ما يصيب الفرد في علاقاته الاجتماعية، مثل فقدان الوظيفة أو الخلافات العائلية أو النبذ المجتمعي، وقد يكون الضر الاجتماعي بسيطًا أو شديدًا، وقد يؤدي إلى العزلة والوحدة.
فضل الدعاء بالضر:
1. الدعاء بالضر عبادة: الدعاء بالضر عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أفضل العبادات وأكثرها فضلاً، وقد قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
2. الدعاء بالضر سبب للاستجابة: الدعاء بالضر من أسباب استجابة الدعاء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، ولا يرد القضاء إلا الدعاء” [رواه الترمذي].
3. الدعاء بالضر سبب لتخفيف الضر: الدعاء بالضر سبب لتخفيف الضر وإزالته، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل” [رواه الترمذي].
أدعية لتخفيف الضر:
1. الدعاء الوارد في القرآن الكريم: قال تعالى: {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [يونس: 85].
2. أدعية واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” [رواه البخاري].
3. أدعية من الأدعية المأثورة: قال الإمام الشافعي رحمه الله: “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.
آداب الدعاء بالضر:
1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء بالضر خالصًا لله تعالى، فلا يدعو العبد إلا الله وحده، ولا يشرك به أحدًا، قال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106].
2. اليقين بالإجابة: يجب أن يكون العبد موقنًا بإجابة دعائه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
3. الدعاء بأدب واحترام: يجب أن يدعو العبد بأدب واحترام، وأن يكون متواضعًا وخاشعًا، وأن يتجنب الدعاء بغضب أو غلظة، قال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].
الخاتمة:
الدعاء بالضر عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أفضل العبادات وأكثرها فضلاً، وقد ورد ذكر الدعاء بالضر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهو من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى، ويجب على العبد أن يدعو بالضر بأدب واحترام، وأن يكون موقنًا بإجابة دعائه.