اللهم نور قلوبنا بالقرآن

اللهم نور قلوبنا بالقرآن

مقدمة:

الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن الكريم، كتاب الهدى والنور، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي جاء بالقرآن الكريم ليكون نوراً يهدي الناس من الظلمات إلى النور، وبشرى للمؤمنين ونذيراً للكافرين.

اللهم نور قلوبنا بالقرآن، واجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا، ونوراً لأبصارنا، وشفاءً لصدورنا، وهدىً لنا في حياتنا الدنيا، وسعادةً لنا في الآخرة.

1. القرآن الكريم: كتاب الهدى والنور:

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية، وأكملها، وأشرفها، وهو الكتاب الذي يهدي الناس إلى الصراط المستقيم، وينقذهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} [الكهف: 1-2].

القرآن الكريم هو نور يضيء قلوب المؤمنين، ويبصرهم بحقائق الإيمان، وينير لهم طريق الحياة، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15-16].

القرآن الكريم هو شفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين، قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82].

2. فضائل تلاوة القرآن الكريم:

تلاوة القرآن الكريم من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، ولها فضائل عظيمة، منها:

– تلاوة القرآن الكريم عبادة عظيمة، قال تعالى: {وَتِلْوُهُ تِلَاوَةً} [المزمل: 20].

– تلاوة القرآن الكريم تزيد من إيمان المؤمن وتقواه، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2].

– تلاوة القرآن الكريم ترفع من درجات المؤمن في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” [سنن الترمذي].

– تلاوة القرآن الكريم تشفع لصاحبها يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” [مسند أحمد].

3. بركات حفظ القرآن الكريم:

حفظ القرآن الكريم من أفضل العبادات وأعظمها، ولحافظ القرآن الكريم بركات عظيمة، منها:

– حفظ القرآن الكريم يكسب صاحبه شرفًا ومنزلة عالية في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” [البخاري].

– حافظ القرآن الكريم يكون من أهل الله وخاصته، قال صلى الله عليه وسلم: “إن لله عز وجل أهلًا من الناس، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته” [مسند أحمد].

– حافظ القرآن الكريم يكون من المقربين إلى الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: “أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، والمتقون، وحملة القرآن” [سنن الترمذي].

4. القرآن الكريم والسنة النبوية:

القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الرئيسيان للتشريع الإسلامي، ولا يتم فهم أحكام القرآن الكريم إلا بالرجوع إلى السنة النبوية، والعكس صحيح، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].

السنة النبوية هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولها حجية ملزمة للمسلمين، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7].

القرآن الكريم والسنة النبوية مترابطان ومتكاملان، ولا يمكن فهم أحكام أحدهما إلا بالرجوع إلى الآخر، قال الإمام الشافعي رحمه الله: “لا يتم فهم القرآن إلا بالسنة، ولا يتم فهم السنة إلا بالقرآن”.

5. الإسلام دين الوسطية والاعتدال:

الإسلام دين الوسطية والاعتدال، وهو يدعو إلى التوازن والاعتدال في جميع أمور الحياة، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

الإسلام يأمر بالاعتدال في العبادة، فلا إفراط ولا تفريط، قال تعالى: {لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87].

الإسلام يأمر بالاعتدال في الإنفاق، فلا تبذير ولا شح، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].

الإسلام يأمر بالاعتدال في العلاقات الاجتماعية، فلا إنغلاق ولا انفتاح، قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33].

الإسلام يأمر بالاعتدال حتى في الحرب، فلا قتل للمدنيين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *