اللَّهُمَّ يَا وَلِيَّ نِعْمَتِي وَمَلَاذِي
المُقَدِّمَة:
إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى هوَ وَلِيُّ نِعْمَتِنَا وَمَلَاذُنَا، وهوَ الذي أنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى، مِنْ نِعَمِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَة، فَحَمْدًا للهِ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَالْحَاضِرَةِ وَالْغَائِبَةِ.
مِنْ نِعَمِ اللهِ الظَّاهِرَةِ:
– نِعْمَةُ الْإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ أَعْظَمُ النِّعَمِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، لِأَنَّهَا سَبَبُ النَّجَاةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
– نِعْمَةُ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ، وَهُمَا آَلَتَانِ مُهِمَّتَانِ لِمَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ، وَإِنَّمَا يَمْتَازُ الْإِنسَانُ عَنْ سَائِرِ الْمَحْلُوقَاتِ بِالْعَقْلِ وَالْفَهْمِ.
– نِعْمَةُ الْجَسَدِ السَّلِيمِ الْقَوِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ نِعَمِ الدُّنْيَا، وَبِهِ يُسْتَطَاعُ كَسْبُ الْحَسَنَاتِ وَطَاعَةُ اللهِ تَعَالَى.
مِنْ نِعَمِ اللهِ الْبَاطِنَةِ:
– نِعْمَةُ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ دِينُ الْحَقِّ وَالْخَيْرِ، وَهُوَ الَّذِي يُنَقِذُ الْإِنسَانَ مِنْ ضَلَالَةِ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ.
– نِعْمَةُ التَّوْفِيقِ لِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ، وَهِيَ مِنْ أَغْلَى النِّعَمِ وَأَعْظَمِهَا، لِأَنَّهَا تَأْخُذُ بِيَدِ الْعَبْدِ إِلَى جَنَّةِ النَّعِيمِ.
– نِعْمَةُ الرِّضَا وَالْقَنَاعَةِ، وَهِيَ مِنْ أَهْمِّ الصِّفَاتِ الَّتِي تَجْلِبُ السَّعَادَةَ لِلْإِنسَانِ، وَتُنَجِّيهِ مِنْ غَمِّ الْحَسَدِ وَالْحِرْصِ.
مِنْ نِعَمِ اللهِ الْحَاضِرَةِ:
– نِعْمَةُ الْأَمْنِ وَالْاسْتِقْرَارِ، وَهِيَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ يَغْفُلُ عَنْهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يُحْرَمُوا مِنْهَا أَبَدًا.
– نِعْمَةُ الْعَائِلَةِ الْمُحِبَّةِ الْمُتَكَافِلَةِ، وَهِيَ مِنْ أَجْمَلِ النِّعَمِ الَّتِي يُنْعِمُ اللهُ بِهَا عَلَى الْعَبْدِ، وَهِيَ تَضْفِي عَلَى حَيَاتِهِ السَّعَادَةَ وَاللَّذَّةَ.
– نِعْمَةُ الْأَحِبَّةِ الْأَفْضَلِينَ، وَهُمْ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ وَيُحِبُّونَ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِهِ وَأَصْحَابَهُ الكِرَامَ، وَهُمْ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
مِنْ نِعَمِ اللهِ الْغَائِبَةِ:
– نِعْمَةُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتِي يَتَوَقَّعُهَا الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ تَعَالَى، وَهِيَ الَّتِي تُنَجِّيهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَتُدْخِلُهُ جَنَّةَ النَّعِيمِ.
– نِعْمَةُ الرِّضْوَانِ عَنْ اللهِ تَعَالَى، وَهِيَ أَسْمَى غَايَةٍ يَتَمَنَّاهَا الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهِيَ الَّتِي تُبَلِّغُهُ إِلَى كَمَالِ السَّعَادَةِ وَالْفَوْزِ الْعَظِيمِ.
– نِعْمَةُ دَارِ الْجَنَّةِ، وَهِيَ دَارُ النَّعِيمِ الدَّائِمِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللهُ تَعَالَى لِمُتَّقِيهِ وَعَامِلِي الصَّالِحَاتِ، وَهِيَ أَكْبَرُ نِعْمَةٍ تُمْنَحُ لِلْعَبْدِ فِي الْآخِرَةِ.
مِنْ فَوَائِدِ تَذَكُّرِ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى:
– يَزِيدُ مِنْ حُبِّ اللهِ تَعَالَى وَتَوْقِيرِهِ، وَيَدْعُو الْعَبْدَ إِلَى شُكْرِهِ تَعَالَ