المركزي الأمريكي يرفع سعر الفائدة

المركزي الأمريكي يرفع سعر الفائدة

مقدمة

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي، البنك المركزي الأمريكي، رفع سعر الفائدة لأول مرة منذ عام 2018، وذلك بمقدار 0.25 نقطة مئوية، ليصبح نطاق سعر الفائدة الجديد بين 0.25% و0.50%. وقد جاء هذا القرار بعد أشهر من التكهنات حول موعد رفع سعر الفائدة، حيث كان الاقتصاد الأمريكي يشهد انتعاشًا مستمرًا مع ارتفاع معدلات التضخم.

أسباب رفع سعر الفائدة

أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى عدة أسباب لرفع سعر الفائدة، ومن أبرزها:

1. تضخم الأسعار

سجل معدل التضخم في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، حيث وصل إلى 6.2% في فبراير 2022، وهو أعلى مستوى له منذ عقود. ويرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع سعر الفائدة سيساعد في خفض التضخم عن طريق زيادة تكلفة الاقتراض وتقليص الطلب على السلع والخدمات.

2. النمو الاقتصادي القوي

شهد الاقتصاد الأمريكي نموًا قويًا في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.9% في عام 2021. ويرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع سعر الفائدة سيساعد في الحفاظ على النمو الاقتصادي القوي عن طريق منع حدوث ارتفاع كبير في التضخم.

3. سوق العمل القوي

شهد سوق العمل الأمريكي أيضًا انتعاشًا قويًا في الأشهر الأخيرة، حيث انخفض معدل البطالة إلى 3.8% في فبراير 2022، وهو أدنى مستوى له منذ عقود. ويرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع سعر الفائدة سيساعد في الحفاظ على سوق العمل القوي عن طريق منع حدوث ارتفاع كبير في التضخم.

4. الحفاظ على استقرار النظام المالي

يرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع سعر الفائدة سيساعد في الحفاظ على استقرار النظام المالي عن طريق منع حدوث ارتفاع كبير في التضخم. فارتفاع التضخم يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار المالي، ورفع سعر الفائدة سيساعد في منع حدوث ذلك.

5. الضغط العالمي على رفع سعر الفائدة

شهدت العديد من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم رفع سعر الفائدة في الآونة الأخيرة، ويرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة سيكون بمثابة خطوة متوافقة مع هذا الاتجاه.

آثار رفع سعر الفائدة

سيؤثر رفع سعر الفائدة على الاقتصاد الأمريكي بعدة طرق، ومن أبرزها:

1. ارتفاع تكلفة الاقتراض

سيؤدي رفع سعر الفائدة إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما قد يؤدي إلى انخفاض الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي.

2. انخفاض قيمة الأسهم

عادةً ما يؤدي رفع سعر الفائدة إلى انخفاض قيمة الأسهم، حيث يصبح الاستثمار في السندات أكثر جاذبية من الاستثمار في الأسهم.

3. ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي

عادةً ما يؤدي رفع سعر الفائدة إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يصبح الاستثمار في الولايات المتحدة أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.

4. تأثير سلبي على الاقتصادات النامية

عادةً ما يؤدي رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض بالدولار الأمريكي للدول النامية، مما قد يؤدي إلى تأثير سلبي على اقتصاديات هذه الدول.

5. ارتفاع معدلات الرهن العقاري

سيؤدي رفع سعر الفائدة إلى ارتفاع معدلات الرهن العقاري، مما قد يجعل من الصعب على الأفراد شراء منازل أو إعادة تمويل قروضهم العقارية.

6. انخفاض الاستثمار الأجنبي

عادةً ما يؤدي رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، حيث يصبح الاستثمار في الدول other countries أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.

7. زيادة صادرات الولايات المتحدة

عادةً ما يؤدي رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة إلى زيادة صادرات الولايات المتحدة، حيث يصبح الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستوردين الأجانب.

التحديات التي تواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي

يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي عدة تحديات في الوقت الحالي، ومن أبرزها:

1. التضخم المستمر

لا يزال التضخم في الولايات المتحدة مرتفعًا، على الرغم من رفع سعر الفائدة، مما قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة أكثر في المستقبل.

2. الحرب في أوكرانيا

تسببت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة. وقد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة أكثر في المستقبل إذا أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع كبير في التضخم.

3. جائحة كوفيد-19

لا تزال جائحة كوفيد-19 تؤثر على الاقتصاد العالمي، وقد تؤدي إلى حدوث المزيد من الاضطرابات الاقتصادية في المستقبل. قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تغيير سياسته النقدية في المستقبل إذا أدت جائحة كوفيد-19 إلى حدوث ركود اقتصادي أو أزمة مالية.

4. ارتفاع الديون الحكومية

ارتفع دين الحكومة الفيدرالية الأمريكية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما قد يحد من قدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع سعر الفائدة في المستقبل. إذا ارتفعت أسعار الفائدة كثيرًا، قد يؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة خدمة الديون الحكومية بشكل كبير، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.

5. عدم اليقين بشأن المستقبل

هناك الكثير من عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مما قد يجعل من الصعب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية. على سبيل المثال، لا تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة، ولا تزال جائحة كوفيد-19 تؤثر على الاقتصاد العالمي، ولا يعرف أحد متى ستنتهي هاتان الأزمتان.

الخلاصة

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة لأول مرة منذ عام 2018، وذلك بمقدار 0.25 نقطة مئوية. وقد جاء هذا القرار بعد أشهر من التكهنات حول موعد رفع سعر الفائدة، حيث كان الاقتصاد الأمريكي يشهد انتعاشًا مستمرًا مع ارتفاع معدلات التضخم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *