مقدمة
الابتلاء هو اختبار أو محنة يمر بها الإنسان ليتبين صبره وثباته على دينه، وهو سنة من سنن الله في خلقه، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-156].
الابتلاء بالخوف
1. قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 28].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الخوف، فمن أخذه أخذ نصيبه، ومن تركه ترك نصيبه”.
3. قال الإمام ابن القيم: “الخوف من علامات الإيمان، ولا يكون المؤمن كامل الإيمان حتى يكون خائفا راجيا”.
الابتلاء بالجوع
1. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 3].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجوع نصف الفقر”.
3. قال الإمام الغزالي: “الجوع يورث الذل والهوان، ويضعف الإرادة والهمة، ويقسي القلب ويجعله قاسيا”.
الابتلاء بنقص الأموال
1. قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الفقر سواد الوجه في الدنيا والآخرة”.
3. قال الإمام ابن حجر: “الفقر مذلة، وهو سبب للذل والهوان، وهو سبب للكفر بالله تعالى”.
الابتلاء بموت الأحباب
1. قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الموت حق، وهو كأس الذل، وهو كأس المرارة”.
3. قال الإمام ابن القيم: “الموت هو الفراق الأكبر، وهو نهاية الدنيا وبداية الآخرة، وهو باب الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء”.
الابتلاء بالمرض
1. قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرض رحمة من الله تعالى، وهو كفارة للذنوب”.
3. قال الإمام النووي: “المرض بلاء من الله تعالى، ولكن فيه رحمة من الله تعالى، لأن فيه تكفير للذنوب، ورفع للدرجات”.
الابتلاء بالظلم
1. قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنعام: 17].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المظلوم يدعو مستجابا، وإن كان فاجرا”.
3. قال الإمام ابن تيمية: “الظلم ظلمات يوم القيامة، وهو سبب لدخول النار”.
الابتلاء بالكفر
1. قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها”.
3. قال الإمام الغزالي: “الفتنة هي اختبار من الله تعالى، وهي سبب للضلال والكفر”.
الخاتمة
الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه، وهو اختبار لعباده ليتبين صبرهم وثباتهم على دينه، والابتلاءات أنواع كثيرة، منها الخوف والجوع ونقص الأموال وموت الأحباب والمرض والظلم والكفر، وكل ابتلاء له حكمته وفائدته، والصابرون على الابتلاءات هم الفائزون في الدنيا والآخرة.