مقدمة
التسامح هو واحد من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو أساس التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات. وقد حثت كل من الديانات السماوية على التسامح ونبذ العنف والتطرف. ومن بين هذه الديانات، المسيحية التي تدعو إلى التسامح والمحبة وإلى غفران الآخرين. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات في الكتاب المقدس (الإنجيل) والتي تتحدث عن التسامح.
1. متى 18: 21-22:
“ثم تقدم إليه بطرس وقال: يا رب كم مرة يغفر أخي لي إذا أخطأ إليّ؟ هل إلى سبع مرات؟
فقال له يسوع: لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات.”
هذه الآية تشير إلى ضرورة التسامح المتكرر، حتى لو كان الخطأ كبيراً. فالتسامح ليس مجرد نسيان الإساءة، بل هو أيضًا عدم الرغبة في الانتقام أو معاقبة المعتدي.
2. كولوسي 3: 13:
“وكونوا متحملين بعضكم بعضًا ومسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح كذلك اغفروا أنتم أيضًا.”
هذه الآية تحث المسيحيين على التسامح مع بعضهم البعض، حتى لو كانت لديهم شكاوى ضد بعضهم البعض. فالتسامح هو أمر ضروري من أجل الحفاظ على الوحدة والسلام في المجتمع المسيحي.
3. أفسس 4: 32:
“وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، وحنّانين، سامحين بعضكم بعضًا، كما سامحكم الله في المسيح.”
هذه الآية تدعو المسيحيين إلى أن يكونوا لطفاء وحنونين مع بعضهم البعض، وأن يغفروا لبعضهم البعض كما غفر الله لهم في المسيح. فالتسامح هو علامة على المحبة الحقيقية، وهو ما يميز المسيحيين عن غيرهم.
4. متى 6: 14-15:
“لأنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي أيضًا. ولكن إن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم السماوي أيضًا زلاتكم.”
هذه الآية توضح أن التسامح ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضًا ضرورة روحية. فالله يغفر لنا خطايانا فقط عندما نغفر نحن خطايا الآخرين. لذلك، فإن التسامح هو أمر أساسي من أجل الحصول على غفران الله.
5. لوقا 6: 37-38:
“لا تدينوا فلا تدانوا. لا تحكموا فلا تحكموا. اصفحوا فيصفح عنكم. أعطوا فيعطى لكم. كيل جيد مكيال مضغوط مَهزوز فائض يعطون في أحضانكم. لأنه بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.”
هذه الآية تدعو المسيحيين إلى عدم إدانة الآخرين أو الحكم عليهم، ولكن إلى التسامح معهم والصفح عنهم. فالله هو وحده الذي يحق له أن يحكم على الناس، وليس البشر. لذلك، فإن التسامح هو أمر أساسي من أجل الحصول على رحمة الله.
6. متى 5: 44-45:
“وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات. لأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، وينزل المطر على الأبرار والظالمين.”
هذه الآية هي واحدة من أكثر الآيات تحديًا في الكتاب المقدس، إذ تدعو المسيحيين إلى محبة أعدائهم والصلاة من أجلهم. هذا الأمر صعب للغاية، ولكن يسوع المسيح قد أعطى لنا مثالاً في هذا المجال. فحتى وهو مصلوب على الصليب، صلى من أجل الذين صلبوه. لذلك، فإن محبة الأعداء هو أمر ضروري من أجل اتباع المسيح.
7. غلاطية 6: 1-2:
“أيها الإخوة، إن انقاد إنسان أيضًا إلى ذنب سهو أنتم الروحانيون أرجعوه بروح الوداعة. متفكّرًا في نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا. احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تتممون ناموس المسيح.”
هذه الآية تدعو المسيحيين إلى مساعدة بعضهم البعض في التغلب على الخطايا والضعفات. فالتسامح ليس مجرد مسألة نسيان الإساءة أو تجاهلها، بل هو أيضًا دعم الآخرين ومساعدتهم على التغيير والإصلاح.
خاتمة
إن التسامح هو فضيلة عظيمة يجب أن يتحلى بها كل إنسان، مهما كان دينه أو معتقده. فالتسامح هو أساس التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات، وهو ضرورة روحية من أجل الحصول على غفران الله. وقد حثت الديانات السماوية جميعها على التسامح ونبذ العنف والتطرف. وفي هذا المقال، استعرضنا بعض الآيات في الكتاب المقدس (الإنجيل) والتي تتحدث عن التسامح. آملين أن تكون هذه الآيات مصدر إلهام وقوة لنا جميعًا لنكون أكثر تسامحًا مع بعضنا البعض.