ادعية جامعة

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن، به ينتصر على أعدائه، وبه يحصل على ما يريد من خير الدنيا والآخرة.

وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كثير من الآيات والأحاديث، ففي قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

وفي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”، وقال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”.

مفهوم الدعاء الجامع

الدعاء الجامع هو الدعاء الذي يضم بين جنباته جميع أنواع الخير في الدنيا والآخرة. وهو دعاء شامل ومانع، يدعو فيه العبد ربه بكل ما فيه خير له في دينه ودنياه، وفي أولاده وأهله وأصحابه، وفي جميع أمور حياته.

أهمية الدعاء الجامع

1. الدعاء الجامع يحقق العبودية لله تعالى: فالدعاء هو إقرار العبد بفقره إلى ربه، واعتماده عليه في جميع أمور حياته.

2. الدعاء الجامع يحقق التوكل على الله تعالى: فالدعاء هو دليل على ثقة العبد بربه، وإيمانه بأن الله وحده هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وأن الله وحده هو الذي يقدر على إجابة دعائه.

3. الدعاء الجامع يحقق الإحسان إلى الغير: فالدعاء الجامع لا يقتصر على الدعاء للذات فقط، بل يشمل الدعاء للأهل والأولاد والأصدقاء والمسلمين أجمعين.

أنواع الدعاء الجامع

1. الدعاء بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه الأدعية هي التي وردت في السنة النبوية الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أدعية جامعة شاملة، تجمع بين أنواع الخير في الدنيا والآخرة.

2. الدعاء بالدعاء المأثور عن السلف الصالح: وهذه الأدعية هي التي وردت عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة، وهي أدعية جامعة شاملة، تجمع بين أنواع الخير في الدنيا والآخرة.

3. الدعاء بالدعاء الشخصي: وهو الدعاء الذي يدعو به العبد ربه من قلبه، ويسأله فيه ما يريد من خير الدنيا والآخرة.

آداب الدعاء الجامع

1. الإخلاص لله تعالى: يجب على الداعي أن يكون مخلصًا لله تعالى في دعائه، وأن لا يدعو به أحدًا غير الله.

2. اليقين بالإجابة: يجب على الداعي أن يكون على يقين بأن الله سيستجيب لدعائه، وأن لا ييأس من رحمة الله.

3. الحضور والتضرع: يجب على الداعي أن يكون حاضر القلب عند الدعاء، وأن يتضرع إلى الله تعالى في دعائه.

4. رفع اليدين: من السنة رفع اليدين عند الدعاء، إلا في الدعاء عند السجود.

أوقات استجابة الدعاء الجامع

1. الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا، ويقول: “هل من داع يدعوني فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟”.

2. عند السحر: وهو الوقت الذي يتهجد فيه المسلمون، وهو وقت مبارك يستجاب فيه الدعاء.

3. عند الأذان: وهو الوقت الذي ينزل فيه الملائكة إلى الأرض، ويقولون: “من يدعو الله فأستجيب له؟”.

4. بين الأذان والإقامة: وهو وقت كريم يستجاب فيه الدعاء.

5. عند الركوع والسجود: وهي أوقات مباركة يستجاب فيها الدعاء.

خاتمة

الدعاء الجامع عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن، به ينتصر على أعدائه، وبه يحصل على ما يريد من خير الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *