المقدمة:
يعتبر الترابط بين المؤمنين من أهم أسس وقواعد المجتمع المسلم، فهو ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، وقد حث الإسلام المسلمين على التحاب والتآلف والترابط والتعاون، وجعل ذلك من صفات المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 63].
الترابط بين المؤمنين في القرآن الكريم:
وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الترابط بين المؤمنين، وتبين أهميته وفضله، ومن هذه الآيات:
1. قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
– يبين الله تعالى في هذه الآية أهمية الترابط والوحدة بين المؤمنين، وينهى عن التفرق والنزاع، ويأمر بالاعتصام بحبل الله جميعًا، وهو الإسلام.
– إن الترابط والوحدة بين المؤمنين يجعلهم أقوى وأمنع وأقدر على مواجهة أعدائهم، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
– إن الترابط والوحدة بين المؤمنين يجعلهم أكثر رحمة وتعاطفًا مع بعضهم البعض، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].
2. قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
– يبين الله تعالى في هذه الآية أهمية قيام المؤمنين بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويوصي بأن يكون من بينهم فئة تقوم بهذه المهمة.
– إن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم صور الترابط والوحدة بين المؤمنين، فهي تعني أنهم يتعاونون على البر والتقوى، ويتناصرون على الخير وينكرون المنكر.
– إن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم وسائل إصلاح المجتمع المسلم، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].
3. قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
– يبين الله تعالى في هذه الآية أهمية التعاون بين المؤمنين على البر والتقوى، وينهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان، ويأمرهم بتقوى الله تعالى.
– إن التعاون بين المؤمنين على البر والتقوى يعني أنهم يتعاونون على فعل الخيرات والطاعات، ويتعاونون على ترك المنكرات والمعاصي.
– إن التعاون بين المؤمنين على البر والتقوى من أهم صور الترابط والوحدة بينهم، وهو من أهم أسباب قوة المجتمع المسلم ونهضته.
4. قوله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3].
– يبين الله تعالى في هذه الآية أهمية التواصي بين المؤمنين بالحق والصبر، ويأمرهم بأن يتواصوا بذلك.
– إن التواصي بالحق والصبر يعني أن المؤمنين يتناصحون ويدعون بعضهم البعض إلى اتباع الحق والصبر عليه، والتواصي بالحق والصبر من أهم صور الترابط والوحدة بين المؤمنين.
– إن التواصي بالحق والصبر من أهم أسباب تقوية إيمان المؤمنين، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].
5. قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: 103].