تقع مدينة بخارى في جنوب أوزبكستان، على نهر زرافشان، وهي واحدة من أقدم مدن وسط آسيا وأكثرها شهرة، يعود تاريخها إلى أكثر من 2500 عام، وقد كانت عاصمة للدولة السامانية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، كما كانت مركزًا رئيسيًا للتجارة والثقافة الإسلامية، وتشتهر المدينة بمعالمها التاريخية العديدة، بما في ذلك مسجد بيبي خانوم وقلعة أرك، وهي أيضًا موطن لعدد من الجامعات والمعاهد الدينية.
تاريخ بخارى
يعود تاريخ بخارى إلى القرن السادس قبل الميلاد، عندما أسسها الفرس القدماء، وقد أصبحت المدينة فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية، ثم الإسكندر الأكبر، وبعد وفاته، أصبحت بخارى عاصمة مملكة باختريا اليونانية، وفي القرن الثالث الميلادي، غزاها الهون، ثم الساسانيون، وفي القرن السابع الميلادي، فتحها المسلمون، وأصبحت جزءًا من الخلافة الأموية، وقد كانت بخارى عاصمة للدولة السامانية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وفي القرن الحادي عشر الميلادي، غزاها السلاجقة، ثم الخوارزميون، وفي القرن الثالث عشر الميلادي، غزاها المغول، وفي القرن الرابع عشر الميلادي، أصبحت جزءًا من إمبراطورية تيمورلنك، وفي القرن السادس عشر الميلادي، أصبحت جزءًا من خانات بخارى، وفي القرن التاسع عشر الميلادي، أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الروسية، وفي عام 1924م، أصبحت جزءًا من جمهورية أوزبكستان السوفيتية، وفي عام 1991م، أصبحت جزءًا من جمهورية أوزبكستان المستقلة.
معالم بخارى التاريخية
تضم بخارى العديد من المعالم التاريخية الهامة، ومن أبرزها:
مسجد بيبي خانوم: وهو أكبر مسجد في بخارى، وقد بناه تيمورلنك عام 1399م، ويتسع لأكثر من 100 ألف شخص، وهو مزين بالفسيفساء والرخام الملون، وهو أحد أشهر المعالم السياحية في بخارى.
قلعة أرك: وهي قلعة قديمة تقع في وسط المدينة، وقد بناها السامانيون في القرن التاسع الميلادي، وهي محاطة بسور طوله 2 كيلومتر، وقد كانت القلعة مقراً لحكام بخارى حتى القرن السادس عشر الميلادي، وهي الآن متحف يضم العديد من المعروضات التاريخية.
ضريح الإمام البخاري: وهو ضريح عالم الحديث الإمام البخاري، وقد بني في القرن السادس عشر الميلادي، وهو أحد أهم المعالم الدينية في بخارى، ويقصده المسلمون من جميع أنحاء العالم.
جامعات ومعاهد بخارى
تضم بخارى عددًا من الجامعات والمعاهد الدينية، ومن أشهرها:
جامعة بخارى الحكومية: وهي أقدم جامعة في أوزبكستان، وقد تأسست عام 1920م، وهي تضم أكثر من 10 كليات، وتقدم برامج دراسية في مختلف المجالات.
المعهد الإسلامي في بخارى: وهو معهد ديني يضم أكثر من 1000 طالب، ويقدم برامج دراسية في علوم الحديث والتفسير والفقه.
مدرسة الإمام البخاري: وهي مدرسة دينية تأسست عام 1996م، وهي تضم أكثر من 500 طالب، وتقدم برامج دراسية في علوم الحديث والتفسير والفقه.
ثقافة بخارى
تتميز بخارى بثقافتها الغنية والمتنوعة، والتي تأثرت بالعديد من الحضارات المختلفة، ومن أبرز مظاهر الثقافة في بخارى:
الموسيقى: تتميز بخارى بموسيقاها التقليدية، والتي تتميز بالكثير من الإيقاعات والألحان السريعة، وتستخدم فيها آلات موسيقية تقليدية، مثل الدف والرباب.
الرقص: تتميز بخارى برقصاتها التقليدية، والتي تتميز بالكثير من الحركات السريعة والمعقدة، وترتدي الراقصات ملابس ملونة وتزين شعرهن بالزهور.
الحرف اليدوية: تتميز بخارى بحرفها اليدوية التقليدية، مثل صناعة السجاد والحرير والسيراميك، وتشتهر المدينة أيضًا بصناعة المجوهرات والأسلحة.
سياحة بخارى
تعتبر بخارى من أهم الوجهات السياحية في أوزبكستان، وذلك بفضل معالمها التاريخية العديدة وثقافتها الغنية، ومن أهم الأماكن السياحية في بخارى:
ميدان ريغستان: وهو ساحة كبيرة تقع في وسط المدينة، وهي محاطة بثلاث مدارس دينية قديمة، وهي مدرسة كالتامينار ومدرسة مير عرب ومدرسة أولوغ بيك، ويعد ميدان ريغستان أحد أشهر المعالم السياحية في بخارى.
قبر الصوفي: وهو ضريح الشيخ جلال الدين الرومي، وهو أحد أشهر الصوفيين في العالم، ويقع الضريح في قرية قونيا، وهي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن بخارى.
متحف بخارى الإقليمي: وهو متحف يضم مجموعة كبيرة من المعروضات التاريخية، ومن أهم المعروضات في المتحف مخطوطة ترجمة القرآن الكريم للغة الأوزبكية، والتي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
خاتمة
تعتبر مدينة بخارى مدينة تاريخية وثقافية مهمة، وهي واحدة من أهم الوجهات السياحية في أوزبكستان، وتتميز المدينة بمعالمها التاريخية العديدة وثقافتها الغنية، والتي تأثرت بالعديد من الحضارات المختلفة، وتعتبر بخارى مدينة رائعة الجمال، وهي تستحق الزيارة من أجل اكتشاف تاريخها العميق وثقافتها الغنية.