بحث عن العبادة جاهز للطباعة

العبادة: جوهر التعظيم والخضوع لله عز وجل

مقدمة:

العبادة هي جوهر التعظيم والخضوع لله عز وجل، وهي غاية خلق الإنسان وهي الوسيلة الوحيدة للتقرب إليه ونيل رضاه، وقد حث الله تعالى في كتابه الكريم على العبادة بشتى أنواعها، وطالب عباده بأن يخلصوا له العبادة ولا يشركوا به أحدًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وفي هذه الآية الكريمة دليل واضح على أن العبادة هي الغاية من خلق الإنسان، وأن الله تعالى لم يخلق الإنسان عبثًا، بل خلقه ليعبد الله وحده لا شريك له.

أنواع العبادة:

1. عبادة القلب:

– وهي أعظم أنواع العبادة وأصدقها، وهي التي تكون خالصة لله تعالى، لا يشوبها أي غرض دنيوي، ويقوم على محبة الله تعالى وخوفه ورجائه، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

– وعبادة القلب هي أساس العبادات الظاهرة، فإذا صلحت عبادة القلب صلحت العبادات الظاهرة، وإذا فسدت عبادة القلب فسدت العبادات الظاهرة، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

2. عبادة الجوارح:

– وهي العبادات الظاهرة التي يقوم بها العبد بجوارحه وأطرافه، مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

– وعبادة الجوارح لا بد أن تكون مقرونة بعبادة القلب حتى تكون صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].

3. عبادة اللسان:

– وهي العبادات التي يقوم بها العبد بلسانه، مثل الدعاء والذكر وطلب المغفرة والاستغفار، قال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].

– وعبادة اللسان لا بد أن تكون صادقة ومن القلب حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].

4. عبادة المال:

– وهي العبادات التي يقوم بها العبد بماله، مثل الإنفاق في سبيل الله والزكاة والصدقات، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].

– وعبادة المال لا بد أن تكون خالصة لله تعالى، لا يشوبها أي غرض دنيوي، قال تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272].

5. عبادة الوقت:

– وهي العبادات التي يقوم بها العبد في وقته، مثل صلاة الفجر في وقتها وصيام رمضان في وقته، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78].

– وعبادة الوقت لا بد أن تكون موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

6. عبادة النفس:

– وهي العبادات التي يقوم بها العبد بنفسه، مثل الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى: {جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78].

– وعبادة النفس لا بد أن تكون خالصة لله تعالى،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *