اذاعة عن بر الوالدين

مقدمة:

الوالدان هما من أغلى ما نملك في هذه الحياة، فهما اللذان منحانا الحياة وربياننا وأعطونا كل ما في وسعهما دون انتظار أي مقابل، لذلك يجب أن نبرهما ونعاملهما معاملة حسنة، سواء في حياتنا أو بعد مماتهما.

بر الوالدين في القرآن الكريم والسنة النبوية:

– حثنا القرآن الكريم كثيراً على بر الوالدين، ففي سورة الإسراء، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.

– أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين، فقال: “إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه”، وقال أيضًا: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.

أشكال بر الوالدين:

هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها بر الوالدين، ومنها:

– طاعتهما في كل ما يأمران به أو ينهيان عنه، طالما لم يكن ذلك معصية لله عز وجل.

– تقديم الاحترام والتقدير لهما، وعدم رفع الصوت عليهما أو شتمهما أو السب لهما.

– إكرامهما بالقول والفعل، وإعطائهما كل ما يحتاجانه من طعام وشراب وكساء ومال وغير ذلك.

– رعايتهما في مرضهما أو كبرهما، وتقديم المساعدة لهما في كل ما يحتاجان إليه.

– الدعاء لهما بالصحة والعافية وطول العمر والمغفرة والرحمة.

– صلة رحمهما بعد وفاتهما، وزيارة أقاربهما وأصدقائهما.

فضل بر الوالدين:

لبر الوالدين فضل عظيم في الدنيا والآخرة، ومن فضائله:

– رضا الله عز وجل، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.

– دخول الجنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.

– طول العمر والبركة في الرزق، قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.

– طاعة الأبناء للوالدين، فقد ورد في الحديث الشريف: “من بر والديه بره أبناؤه”.

بر الوالدين بعد وفاتهما:

هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها بر الوالدين بعد وفاتهما، ومنها:

– الاستمرار في الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.

– الصدقة على روحيهما، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

– إكمال مشاريعهما الخيرية، إذا كانا قد تركا أي مشاريع خيرية لم تكتمل، فيجب على أبنائهما إكمالها.

– زيارة قبوريهما والدعاء لهما عندها.

خطر عقوق الوالدين:

للعقوق بالوالدين أضرار كبيرة في الدنيا والآخرة، ومن أضرار عقوق الوالدين:

– سخط الله عز وجل، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ”.

– عقوق الوالدين سبب من أسباب دخول النار، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وعقوق الوالدين من الكبائر”.

– حرمان العقوق للوالدين من بر أبنائه له، فقد ورد في الحديث الشريف: “من عق والديه عقوه أبناؤه”.

خاتمة:

بر الوالدين من أهم الواجبات التي يجب أن يقوم بها كل إنسان مسلم، فهو أمرنا الله عز وجل به في القرآن الكريم، وأمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولبر الوالدين فضل عظيم في الدنيا والآخرة، وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي يجب أن نتجنبها، فلنبر والدينا ما داموا معنا، ولندعو لهما بالرحمة والمغفرة بعد وفاتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *