سورة الحجر تفسير

سورة الحجر تفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الحجر تفسير

المقدمة:

سورة الحجر هي سورة مكية، وهي السورة الخامسة عشر في ترتيب المصحف الشريف، وتقع بين سورتي إبراهيم والنحل، وعدد آياتها 99 آية، سميت بهذا الاسم لأنها ذكرت كلمة “الحجر” فيها، وهي كلمة عربية تعني “الصخرة”، وذلك في الآية 80 من السورة، حيث قال الله تعالى: “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * وَأَرْسَلْنَاهُمَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ * فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ”.

أسباب النزول:

ذكر المفسرون أن سورة الحجر نزلت في مكة المكرمة في الفترة التي سبقت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وذلك بعد أن اشتد أذى المشركين للمسلمين، وكانت السورة بمثابة رسالة تهديد للمشركين وتأكيد على قدرة الله تعالى على نصر رسوله وإهلاك أعدائه.

الموضوعات الرئيسية:

تتناول سورة الحجر العديد من الموضوعات الهامة، منها:

1. قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع قومه في مدينة بابل، حيث دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فحاجهم إبراهيم بالمنطق والعقل، ودعاهم إلى النظر إلى عظمة خلق السماوات والأرض، لكنهم أصروا على كفرهم، فأهلكهم الله تعالى بالطوفان.

2. قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون:

تروي السورة قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون، حيث أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة فرعون، لكن فرعون رفض تصديقه واستكبر عليه، فأرسل الله تعالى عليه وعلى قومه العديد من الآيات، منها العصا التي تحولت إلى ثعبان، واليد التي أصبحت بيضاء مشرقة، لكن فرعون ظل متكبرًا مصرًا على كفره، فأهلكه الله تعالى بالغرق هو وجنوده.

3. قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه في مدينة سدوم، حيث أرسله الله تعالى إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الفواحش والمنكرات، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فأهلكهم الله تعالى بقلب مدينتهم رأسًا على عقب، وأمطر عليهم حجارة من سجيل.

4. قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه في مدينة مدين، حيث أرسله الله تعالى إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الغش والخداع في البيع والشراء، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فأهلكهم الله تعالى بالصيحة التي أهلكت عاد وثمود.

5. قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه في مدينة ثمود، حيث أرسله الله تعالى إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فأرسل الله تعالى عليهم الناقة، لكنهم عاقروها، فأهلكهم الله تعالى بالصيحة التي أهلكت عاد وثمود.

6. قصة نبي الله هود عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله هود عليه السلام مع قومه في مدينة عاد، حيث أرسله الله تعالى إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فأرسل الله تعالى عليهم الريح العاتية التي أهلكتهم جميعًا.

7. قصة نبي الله نوح عليه السلام مع قومه:

تروي السورة قصة نبي الله نوح عليه السلام مع قومه، حيث أرسله الله تعالى إليهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم رفضوا تصديقه واتهموه بالكذب، فأرسل الله تعالى عليهم الطوفان الذي أهلكهم جميعًا، إلا من آمن بنوح عليه السلام وركب معه في السفينة.

الخلاصة:

سورة الحجر هي سورة عظيمة الشأن، مليئة بالآيات البينات والحكم والمواعظ، تدعو إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وتحذر من عقاب الله تعالى للمشركين والمكذبين، وتذكر بقصة الأنبياء عليهم السلام الذين أرسلهم الله تعالى إلى أقوامهم ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الفواحش والمنكرات، لكن قومهم كذبوهم واتهموهم بالكذب، فأهلكهم الله تعالى بعذابه الشديد.

أضف تعليق