بك يا الله تطمئن الروح وتبتسم

بِكَ يا اللَّهِ تَطمَئِنُ الرُّوحُ وتَبْتَسِمُ

المُقَدِّمَة:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فأنقذنا من الظلمات إلى النور، وأخرجنا من الضلالة إلى الرشاد، والصلاة والسلام على نبيه وخليله، محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى هو الركن الشديد، والملجأ الأمين، والعروة الوثقى، وهو الذي تطمئن به النفوس، وتسكن إليه القلوب، وبذكره يطيب الخاطر، وتزول الهموم والأحزان.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

صدق الله العظيم.

عناوين المحتوى:

1. الإيمان بالله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته.

2. ذكر الله تعالى والدعاء إليه.

3. التوكل على الله تعالى والرضى بقضائه وقدره.

4. محبة الله تعالى وخشيته.

5. شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة.

6. الصبر على ابتلاءات الله تعالى.

7. التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات.

1. الإيمان بالله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته:

الإيمان بالله تعالى هو أول أركان الإيمان، وهو أساس الدين كله، وهو الذي يبنى عليه جميع الأعمال الصالحة، ولا يصح إيمان المرء إلا إذا آمن بالله تعالى إيمانًا صحيحًا، كاملًا، لا يشوبه شك ولا ريب.

ومعرفة أسماء الله تعالى وصفاته من أهم أركان الإيمان، لأنها تزيد المرء معرفة بالله تعالى، وتقربه منه، وتزيده حبًا له، وخوفًا منه، ورجاءً في رحمته.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].

صدق الله العظيم.

2. ذكر الله تعالى والدعاء إليه:

ذكر الله تعالى من أعظم العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو الذي يطمئن به القلب، ويزول به الهم والحزن، وبذكر الله تعالى يحصل للمرء السعادة في الدنيا والآخرة.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].

صدق الله العظيم.

والدعاء إلى الله تعالى من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو الذي يحصل به للمرء حاجته، ويدفع به عنه الضر والشر.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

صدق الله العظيم.

3. التوكل على الله تعالى والرضى بقضائه وقدره:

التوكل على الله تعالى هو الاعتماد عليه وحده في جميع الأمور، والثقة به، واليقين بأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

والرضا بقضاء الله تعالى وقدره من أعظم مراتب الإيمان، وهو الذي يصبر فيه المرء على ابتلاءات الله تعالى، ويسلّم أمره إليه، ويوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} [النمل: 79].

صدق الله العظيم.

4. محبة الله تعالى وخشيته:

محبة الله تعالى من أعظم العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي التي يذوق المرء بها حلاوة الإيمان، ولذة العبادة.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62-63].

صدق الله العظيم.

خشية الله تعالى من أهم أركان الإيمان، وهي التي تمنع المرء من معصية الله تعالى، وتدفعه إلى طاعته.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الملك: 12].

صدق الله العظيم.

5. شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة:

شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة من أهم العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو الذي يزيد المرء نعمة على نعمة.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَهْدَهُ الَّذِي عَاهَدَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [المائدة: 7].

صدق الله العظيم.

6. الصبر على ابتلاءات الله تعالى:

الصبر على ابتلاءات الله تعالى من أعظم العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو الذي يمتحن به إيمان المرء، ويظهر صبره ورضاه بقضاء الله تعالى وقدره.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].

صدق الله العظيم.

7. التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات:

التقرب إلى الله تعالى بالطاعات والعبادات من أعظم العبادات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهو الذي يزيد المرء قربًا من ربه، ويدخله الجنة برحمته.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16].

صدق الله العظيم.

الخاتمة:

وبعد، فهذه هي بعض الأمور التي تزيد المرء قربًا من الله تعالى، وتطمئن بها نفسه، وتسكن إليها قلبه، وتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الإيمان به إيمانًا صحيحًا، كاملًا، وأن يزيدنا معرفة به وبأسمائه وصفاته، وأن يرزقنا محبته وخشيته، وأن يعيننا على شكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يرزقنا الصبر على ابتلاءاته، وأن يتقبل منا طاعاتنا وعباداتنا، إنه على كل شيء قدير.

والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *