المقدمة
يُعدّ المتنبي أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي، وقد اشتهر بشعره الرثائي والحماسي والمديح وغيرها من الأغراض الشعرية. ومن بين قصائده الرائعة التي تناولت موضوع الفراق، قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
> إذا ما بكى من ذكراك من هو غيرك فاعلم بأن الدمع أصدق شاهد
1. فراق الأحبة
يصف المتنبي في هذه الأبيات الحزن والألم الذي يشعر به عند فراق أحبته، ويؤكد على أن الدموع هي أصدق تعبير عن هذا الحزن. كما أنه يقارن بين دموعه ودموع الآخرين، ويشير إلى أن دمعه هو الأكثر صدقًا لأنها تدل على حزنه العميق.
> إذا ما بكى من ذكراك من هو غيرك فاعلم بأن الدمع أصدق شاهد
> ولست أبالي من سواك ومن يرى دموعي إذا لم ترها أنت وحدك
> ولست أبالي حين أهجر أرضنا أأهجرها وجدي أم أهجر وجدي
2. ذكرى الأحبة
يتذكر المتنبي في هذه الأبيات ذكريات جميلة قضاها مع أحبته، ويصف كيف أن هذه الذكريات تجعله يشعر بالسعادة والحزن في نفس الوقت. كما أنه يستخدم الصور الشعرية الجميلة في وصف هذه الذكريات، مثل صورة “الشمس المشرقة” و”الطيور المغردة”.
> أذكر أيام الحمى وأسهر الليل وأذكرك والشمس دنت للمغيب
> وأذكر من وادينا طرفة لم تكن إلا كما أنت وهذا الشيب
> وأذكر إذ لاحت لنا فسارت بنا مثل الشموس على قد رمح مجيب
3. لوعة الفراق
يصف المتنبي في هذه الأبيات لوعة الفراق التي يشعر بها عند التخلي عن أحبته، ويؤكد على أنه لا يستطيع تحمل هذا الألم. كما أنه يصف الآثار السلبية التي يتركها الفراق على روحه ونفسه، مثل الحزن والاكتئاب وفقدان الشهية والنوم.
> ولو كنت أدري ما نهايتي إذا فارقت لم أكن أدنو إليك مقربا
> ولكنه جهل الشباب بحاله فأعمى على أني أرى اليوم ما أرى
> وفارقت من أهوى وحالي كأنه ضياء الصباح حين ينفد كوكب
4. الحنين إلى الأحبة
يعبر المتنبي في هذه الأبيات عن حنينه إلى أحبته الذين تركهم، ويصف كيف أنه يشتاق إليهم ويتمنى رؤيتهم مرة أخرى. كما أنه يستخدم الصور الشعرية الجميلة في وصف هذا الحنين، مثل صورة “النجم البعيد” و”السراب”.
> لعل عوادي الدهر أن تصرف النوى وترجعني يوما إليك كما أريد
> تذكرت أرضا كنت أسكنها وحدي فأحسن بها حتى كأنك صاحب
> أأبعد ظهري عنك لا بل ظهري إليك كأني والنجوم كما أريد
5. عتاب الأحبة
يوجه المتنبي في هذه الأبيات اللوم والعتاب إلى أحبته الذين تركوه، ويتهمهم بأنهم قساة القلب ولا يرحمون معاناته. كما أنه يصف الآثار السلبية التي خلفها فراقهم على حياته، مثل خسارة الأمل وفقدان الثقة بالآخرين.
> أعاتبك في أشياء وأنت بها بريء وما لك في شيئ من الذنب مذهب
> فليس بنا إلا التصابي وإنني لأعلم أن التصابي ليس يعجب
> فما لك لا تبصر ما أنت فاعل ولا تدري ولا تستحي ولا تستريب
6. استرجاع الذكريات
يسترجع المتنبي في هذه الأبيات ذكريات جميلة قضاها مع أحبته، ويصف كيف أن هذه الذكريات تجعله يشعر بالسعادة والحزن في نفس الوقت. كما أنه يستخدم الصور الشعرية الجميلة في وصف هذه الذكريات، مثل صورة “الشمس المشرقة” و”الطيور المغردة”.
> كأننا لم نكن بالأمس معشرًا نروح سكارى ونغدو صيامًا
> أمنزل جيران بالأمس دارهم يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
> وكنت أرى حولي من الناس معشرًا فصارت لهم من بعد حولي أكفان
7. الشوق إلى الأحبة
يصف المتنبي في هذه الأبيات شوقه إلى أحبته الذين تركوه، ويؤكد على أنه لا يستطيع تحمل فراقهم. كما أنه يصف الآثار السلبية التي يتركها الشوق على روحه ونفسه، مثل الحزن والاكتئاب وفقدان الشهية والنوم.
> أرى كل شيء حوله متشوقًا إلى كل من يهواه والكل يعشق
> فيا ليت دون الركب يومًا وليلة وليس دون الركب إلا أماني
> أحن إلى الكرى وأظن ظني ولكن لست أدري سوف يحسن ظني
الخاتمة
يُعدّ المتنبي من أهم الشعراء العرب الذين تناولوا موضوع الفراق في شعرهم، وقد تميز شعره في هذا الجانب بالصدق والإحساس العميق. ولعل هذا ما جعل قصائده الرثائية تلقى رواجًا كبيرًا وتصبح من أشهر القصائد في الأدب العربي.