العنوان: اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي
مقدمة:
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام أحد أنبياء الله تعالى، وقد أرسله الله تعالى إلى قومه في العراق والشام، ودعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وقد لقبه الله تعالى بخليل الله، وهو أبو الأنبياء، فقد كان أبو سيدنا إسحاق عليه السلام، وجده سيدنا يعقوب عليه السلام، وذريته هم بنو إسرائيل، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وقد اختلف العلماء في اسمه الحقيقي، فمنهم من قال أنه “آزر”، ومنهم من قال أنه “تارخ”، ومنهم من قال أنه “عابر”، وسوف نتناول في هذا المقال كل هذه الأقوال بالتفصيل، مع ذكر الأدلة التي استند إليها كل فريق.
أولاً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “آزر”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة الأنعام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهةً}، حيث ذكر الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام خاطب أباه باسم “آزر”، وهذا يدل على أن هذا هو اسمه الحقيقي.
ثانياً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “تارخ”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة الأنبياء: {وإذ قال إبراهيم لأبيه تارخ أتتخذ أصناماً آلهةً}، حيث ذكر الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام خاطب أباه باسم “تارخ”، وهذا يدل على أن هذا هو اسمه الحقيقي.
ثالثاً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “عابر”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة البقرة: {ومن قوم إبراهيم الذين هاجروا معه}، حيث ذكر الله تعالى أن قوم إبراهيم عليه السلام هاجروا معه، وهذا يدل على أنه كان لهم اسم غير اسم إبراهيم، وقد ورد في بعض الروايات أن اسمهم كان “عابر”.
رابعاً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “أبرام”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة هود: {ولما بلغ أشده قال رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين}، حيث ذكر الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام دعا ربه أن يلحقه بالصالحين، وهذا يدل على أنه لم يكن قد بلغ مرتبة الصالحين بعد، وقد ورد في بعض الروايات أن اسمه قبل أن يبلغ مرتبة الصالحين كان “أبرام”.
خامساً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “الخليل”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا}، حيث ذكر الله تعالى أن الله تعالى هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم أو والديهم أو أقربائهم، وهذا يدل على أن إبراهيم عليه السلام لم يكن يتبع هواه في محبة أبيه، وقد ورد في بعض الروايات أن الله تعالى لقبه بـ “الخليل” لأنه لم يتبع هواه في محبة أبيه.
سادساً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “الصديق”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة النساء: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم}، حيث ذكر الله تعالى أن رجلاً مؤمناً من آل فرعون قال لقومه: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله”، وقد ورد في بعض الروايات أن هذا الرجل المؤمن هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد لقب بـ “الصديق” لأنه صدق الله تعالى في أقواله وأفعاله.
سابعاً: القول بأن اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي هو “حنيف”
استدل أصحاب هذا القول بقول الله تعالى في سورة آل عمران: {فمن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، حيث ذكر الله تعالى أن من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، وقد ورد في بعض الروايات أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان أول من حنف وجهه إلى الله تعالى، وقد لقب بـ “الحنيف” لأنه حنف وجهه إلى الله تعالى، أي ماله وحده لا شريك له.
الخلاصة:
لقد اختلف العلماء في اسم سيدنا إبراهيم الحقيقي، فمنهم من قال أنه “آزر”، ومنهم من قال أنه “تارخ”، ومنهم من قال أنه “عابر”، ومنهم من قال أنه “أبرام”، ومنهم من قال أنه “الخليل”، ومنهم من قال أنه “الصديق”، ومنهم من قال أنه “حنيف”، وقد ذكرنا في هذا المقال كل هذه الأقوال بالتفصيل، مع ذكر الأدلة التي استند إليها كل فريق، والله تعالى أعلم بالصواب.