Louis Lassen

Louis Lassen

لويس لاسن.. رائد دراسات اللغويات التاريخية في الهند

مقدمة:

لويس لاسن (1800-1876) لغوي نرويجي واستشراقي، يُعتبر رائد دراسات اللغويات التاريخية في الهند، لعمله الرائد في مجال دراسة اللغات الهندية القديمة، ولا سيما السنسكريتية، ومساهماته في فهم التاريخ اللغوي لشبه القارة الهندية.

1. حياة لاسن المبكرة وتعليمه:

وُلد لاسن في مدينة بيرغن النرويجية في عام 1800.

درس اللاتينية واليونانية في مدرسة بيرغن اللاتينية، وأظهر اهتمامًا مبكرًا باللغات القديمة.

في عام 1818، انتقل إلى جامعة كريستيانيا (أوسلو حاليًا) لدراسة اللاهوت، لكنه سرعان ما تحول إلى دراسة اللغات الشرقية.

2. رحلات لاسن إلى الهند:

في عام 1823، سافر لاسن إلى الهند بهدف دراسة اللغة السنسكريتية والأدب الهندي القديم.

قضى السنوات الأربع التالية في الهند، حيث درس مع علماء محليين وتعلم اللغات السنسكريتية والبالية والهندية الحديثة.

خلال هذه الفترة، جمع كمية كبيرة من المخطوطات والوثائق الهندية القديمة، والتي أصبحت فيما بعد أساسًا لعمله الأكاديمي.

3. إسهامات لاسن في اللغويات الهندية:

بعد عودته إلى النرويج في عام 1827، بدأ لاسن في نشر أبحاثه حول اللغات الهندية القديمة.

في عام 1832، نشر كتابه المعروف باسم “Institutiones linguae pracriticae”، والذي كان أول دراسة منهجية للغات البراكريتية، وهي مجموعة من اللغات الهندية القديمة التي تطورت من اللغة السنسكريتية.

في عام 1837، نشر كتابه “Indische Altertumskunde”، والذي كان أول دراسة شاملة لتاريخ وحضارة الهند القديمة.

4. لاسن والأدب الهندي القديم:

إلى جانب أعماله في اللغويات، كان لاسن أيضًا مهتمًا بالأدب الهندي القديم.

في عام 1836، نشر كتابًا بعنوان “Anthologia Sanscritica”، والذي كان أول مختارات مترجمة للشعر السنسكريتي.

في عام 1846، نشر كتابًا بعنوان “Rāmāyaṇa”، والذي كان أول ترجمة كاملة لملحمة رامايانا الهندية القديمة إلى لغة أوروبية.

5. تأثير لاسن على دراسات اللغويات الهندية:

كان لعمل لاسن تأثير كبير على دراسات اللغويات الهندية.

ساعدت أبحاثه في تأسيس أساس علمي لدراسة اللغات الهندية القديمة، وألهمت أجيالًا من العلماء لمتابعة هذه الدراسات.

يُعتبر لاسن أحد مؤسسي مجال اللغويات الهندية الحديثة، ويُنسب إليه الفضل في وضع الأسس للمنهج التاريخي المقارن لدراسة اللغات.

6. إسهامات لاسن في مجالات أخرى:

بالإضافة إلى عمله في اللغويات الهندية، كان لاسن أيضًا مهتمًا بالآثار والأنثروبولوجيا.

في عام 1857، نشر كتابًا بعنوان “Altnordische Studien”، والذي كان أول دراسة شاملة للآثار واللغة والثقافة الإسكندنافية القديمة.

كما كان لاسن من أوائل العلماء الذين درسوا اللغات الأسترونيزية، والتي تُتحدث في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.

7. إرث لاسن:

توفي لاسن في مدينة بون بألمانيا في عام 1876.

يُعتبر لاسن أحد أهم الشخصيات في تاريخ دراسات اللغويات الهندية.

لا يزال عمله يُقرأ ويُدرس من قبل العلماء والطلاب المهتمين باللغات الهندية القديمة وتاريخ الهند الثقافي.

الخلاصة:

كان لويس لاسن لغويًا استشراقيًا رائدًا أحدث ثورة في دراسة اللغات الهندية القديمة. من خلال أبحاثه الرائدة في مجال اللغويات الهندية، ساعد لاسن في تأسيس أساس علمي لدراسة هذه اللغات، وألهمت أجيالًا من العلماء لمتابعة هذه الدراسات. يُعتبر لاسن أحد مؤسسي مجال اللغويات الهندية الحديثة، ويُنسب إليه الفضل في وضع الأسس للمنهج التاريخي المقارن لدراسة اللغات.

أضف تعليق