مقدمة
إن ربي لطيف لما يشاء، هكذا نردد هذه الآية الكريمة بكل ثقة ويقين، فالله سبحانه وتعالى هو المدبر لكل أمر، وهو المقدر لكل شيء، وهو اللطيف الخبير بعباده، يعلم ما في نفوسهم، ويحيط بما يجول في خواطرهم، وهو القريب المجيب، يلين قلوب عباده كما يشاء، ويلطف بهم كيفما أراد.
رحمة الله في خلقه
لطافة الله في خلق السماوات والأرض: خلق الله السماوات والأرض بقدرة عظيمة ورحمة واسعة، فهو الذي أوجد هذا الكون الفسيح، وأبدعه من العدم إلى الوجود، ورسمه بدقة وإتقان، وجعله ملائماً للعيش فيه، وأودع فيه من النعم والخيرات ما لا يحصى.
لطافة الله في خلق الإنسان: خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأكرمه على سائر المخلوقات، وأعطاه من النعم والقدرات ما يفوق غيره من المخلوقات، فمنحه العقل والفكر، والقلب والعاطفة، والقدرة على الكلام والتعبير، والقدرة على التعلم والتطور.
لطافة الله في رحمته بعباده: يرحم الله عباده رحمة واسعة، فهو الغفور الرحيم، يتقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم، وهو الكريم المعطاء، يرزقهم من حيث لا يحتسبون، وهو اللطيف الخبير، يعلم ما في نفوسهم، ويحيط بما يجول في خواطرهم، ويلطف بهم كيفما أراد.
لطف الله في هدايته لعباده
لطافة الله في دعوته لعباده: يدعو الله عباده إلى عبادته وتوحيده، ويدلهم على طريق الحق والصواب، ويبين لهم سبيل النجاة والفلاح، ويرسل إليهم الرسل والأنبياء لتبليغ رسالته، وإرشادهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم.
لطافة الله في توفيقه لعباده: يوفق الله عباده لطاعته وعبادته، ويسدد خطاهم على طريق الخير والهداية، ينير لهم بصائرهم، ويمكّنهم من تمييز الحق من الباطل، ويعينهم على الصبر والثبات على الحق، ويقوي عزيمتهم على مواجهة التحديات والصعوبات.
لطافة الله في حفظه لعباده: يحفظ الله عباده من الشرور والآفات، ويصرف عنهم السوء والضرر، ويحملهم على أجنحة لطفه ورحمته، ويحيطهم بعنايته ورعايته في كل آن وحين.
لطف الله في معاملته لعباده
لطافة الله في لطفه بعباده: يلطف الله بعباده في معاملته لهم، فهو لا يكلفهم ما لا يطيقون، ولا يحملهم ما لا يقدرون عليه، وييسر لهم سبل العبادة والطاعة، ويقبل منهم ما قدموا من أعمال صالحة، مهما قلّت أو عظمت.
لطافة الله في عفو الله عن عباده: يعفو الله عن عباده إذا تابوا إليه وأنابوا إليه، ويغفر ذنوبهم وخطاياهم، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويبدلها حسنات، ويجزيهم بأحسن الجزاء على حسناتهم.
لطافة الله في إجابة دعاء عباده: يستجيب الله دعاء عباده إذا دعوه بصدق وإخلاص، ويقضي لهم حوائجهم، ويفرج كروبهم، وينجيهم من الشدائد، ويحقق لهم ما يتمنون.
لطف الله في ابتلاء عباده
لطافة الله في ابتلاء عباده بالمصائب: يبتلي الله عباده بالمصائب والابتلاءات لاختبار صبرهم وثباتهم على الإيمان، ولتكفير سيئاتهم، ولتعليمهم العبر والدروس، وللتذكيرهم بنعمه عليهم، ولتحفيزهم على التوبة والإنابة إليه.
لطافة الله في تخفيف المصائب عن عباده: يخفف الله عن عباده المصائب والابتلاءات، وييسر لهم سبل الصبر عليها، ويعينهم على تحملها، ويرزقهم من فضله ما يعوضهم عما فقدوا، ويجزيهم بأحسن الجزاء على صبرهم واحتسابهم.
لطافة الله في تحويل المصائب إلى نعم: يحول الله المصائب والابتلاءات إلى نعم على عباده، فيكون المرض سبباً في تطهير أجسادهم وقلوبهم، والفقر سببًا في تقوية إيمانهم وتوكلُهم على الله، والحزن والضيق سببًا في الترقي في المنازل والدرجات عند الله.
لطف الله في جزاء عباده
لطافة الله في جزاء عباده الصالحين: يجزي الله عباده الصالحين جزاءً عظيماً في الدنيا والآخرة، فيسعدهم في الدنيا، ويكرمهم في نفوس الناس، ويرزقهم من فضله، وينصرهم على أعدائهم، ويُدخلهم الجنة في الآخرة، ويُنعم عليهم بنعيم دائم لا ينقطع.
لطافة الله في جزاء عباده المقصرين: لا يظلم الله عباده المقصرين، بل يجزيهم بقدر أعمالهم، ويُحاسبهم على ما قدموا من خير وشر، ويُدخلهم الجنة برحمته إذا كان لهم حسنات تُرجح موازينهم، ويُدخلهم النار بعدله إذا استحقت سيئاتهم ذلك.
لطافة الله في جزاء عباده الكافرين: يُعذب الله عباده الكافرين في النار جزاءً على كفرهم وعنادهم، ويعاقبهم على ما اقترفوه من سيئات، وينتقم منهم لرسله وأنبيائه الذين كذّبوهم واضطهدوهم.
خاتمة
إن لطف الله تعالى واسع وكبير، ولا يحيط به أحد، فهو اللطيف الخبير، يعلم ما في نفوس عباده، ويلطف بهم كيفما أراد، يهديهم إلى طريق الحق والصواب، وييسر لهم سبل العبادة والطاعة، ويقبل منهم ما قدموا من أعمال صالحة، مهما قلّت أو عظمت، يغفر ذنوبهم ويتجاوز عن سيئاتهم، ويجزيهم بأحسن الجزاء على حسناتهم، يبتليهم بالمصائب والابتلاءات لاختبار صبرهم وثباتهم على الإيمان، ويخفف عنهم المصائب وييسر لهم سبل الصبر عليها، ويحولها إلى نعم عليهم، يجزي عباده الصالحين جزاءً عظيماً في الدنيا والآخرة، ولا يظلم عباده المقصرين، بل يجزيهم بقدر أعمالهم، ويُدخلهم الجنة برحمته إذا كان لهم حسنات تُرجح موازينهم، ويُدخلهم النار بعدله إذا استحقت سيئاتهم ذلك، يُعذب الله عباده الكافرين في النار جزاءً على كفرهم وعنادهم، ويعاقبهم على ما اقترفوه من سيئات، وينتقم منهم لرسله وأنبيائه الذين كذّبوهم واضطهدوهم.