المقدمة:
يُعد القرآن الكريم المصدر الأساسي للمسلمين في معرفة أمور دينهم ودنياهم، ويحتوي على العديد من الآيات التي تتناول موضوع آخر الزمان، والتي تُعرف أيضًا بـ”أشراط الساعة”، وهي العلامات والآيات التي ستظهر قبل قيام الساعة، والتي يحذرنا منها القرآن الكريم ويدعونا للاستعداد لها.
– علامات اقتراب الساعة الصغرى:
1. انتشار الفواحش والزنا: ذكر القرآن الكريم في سورة النور، قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزنا وجعله من كبائر الذنوب، وعندما يكثر الزنا في المجتمع، فهذه علامة على اقتراب الساعة.
2. ظهور الفتن والاضطرابات: قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}، وعندما يكثر اتباع الناس لأهوائهم وشهواتهم، وتكثر الفتن والاضطرابات في المجتمع، فهذه علامة على اقتراب الساعة.
3. انتشار الكذب والشهادة الزور: حذرنا الله تعالى في سورة المائدة من الكذب والشهادة الزور، فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وعندما يكذب الناس ويتكلمون بالباطل، ويشهدون شهادة الزور، فهذه علامة على اقتراب الساعة.
الفتن الكبرى:
1. الدجال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يخرج الدجال، وهو رجل قصير أحمر شديد الحمرة، أجعد، عريض الفم، أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية”، والدجال هو أحد علامات الساعة الكبرى، وهو رجل كاذب ومنافق، وسيأتي في آخر الزمان ليوهم الناس بأنه نبي أو المسيح المُخلّص.
2. نزول المسيح الدجال: قال الله تعالى في سورة الصف: {وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحًا مِنْهُ ۚ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ۚ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، ونزول المسيح الدجال هو أحد علامات الساعة الكبرى، وهو رجل صالح من نسل النبي عيسى عليه السلام، وسينزل في آخر الزمان ليحكم الأرض بالعدل.
3. خروج يأجوج ومأجوج: قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، ويأجوج ومأجوج هما قوم من الجن، وقد حُبسوا خلف سد منيع، وعندما يأذن الله لهم بالخروج، سيخرجون ويفسدون في الأرض، وسيقتلون كثيراً من الناس، حتى يأتيهم أمر الله، ويقضي عليهم.
الخلاص من فتنة الدجال:
1. التمسك بكتاب الله وسنة نبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال”، وعندما يأتي الدجال، يجب علينا التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، وعدم اتباعه أو تصديقه، لأن الدجال كذاب ومنافق.
2. الدعاء إلى الله تعالى: يجب علينا الدعاء إلى الله تعالى أن يعيذنا من فتنة الدجال، وأن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يرزقنا الشهادة في سبيله.
3. الجهاد ضد الدجال: عندما يخرج الدجال، يجب على المسلمين الجهاد ضده حتى يقتلوه، لأن الدجال هو عدو الإسلام والمسلمين، وهو يريد إضلالهم وإخراجهم عن دينهم.
نزول عيسى عليه السلام:
1. إقامة العدل في الأرض: قال الله تعالى في سورة الصف: {وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحًا مِنْهُ ۚ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ۚ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}، وعندما ينزل عيسى عليه السلام، سيقيم العدل في الأرض، وسيحكم بين الناس بالحق، وسيضع حداً للظلم والفساد.
2. هزيمة المسيح الدجال: سيواجه عيسى عليه السلام المسيح الدجال ويهزمه، ويقتله، وسيخلص الناس من شر الدجال، ويدخل الناس في دين الله أفواجًا.
3. إتمام الرسالة الإسلامية: عندما ينزل عيسى عليه السلام، سيتابع الدعوة إلى الإسلام، وسيجاهد في سبيل الله، وسيبشر الناس بالجنة، وينذرهم من النار.
خروج يأجوج ومأجوج:
1. فساد الأرض: عندما يخرج يأجوج ومأجوج، سيفسدون في الأرض، وسيقتلون كثيراً من الناس، وسيخربون المدن والقرى، وسيأكلون كل ما يجدونه.
2. نزول عيسى عليه السلام لمواجهة يأجوج ومأجوج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يخرج يأجوج ومأجوج، حتى يبلغوا إلى بيت المقدس، فيشربوا من بحيرة طبرية، حتى لا يبقى منها إلا مثل الشُّفعة، ويقول آخرهم: لقد تركنا وراءنا في غيضة كذا وكذا ماء”، فعندما يخرج يأجوج ومأجوج، سينزل عيسى عليه السلام ليواجههم، ويقاتلهم حتى يقتلهم جميعًا.
3. عودة الأرض إلى طبيعتها: بعد أن يقتل عيسى عليه السلام يأجوج ومأجوج، ستعود الأرض إلى طبيعتها، وستنمو فيها النباتات، وستتكاثر فيها الحيوانات، وستعم فيها الطمأنينة والسكينة.
الخلاصة:
إن آيات القرآن الكريم التي تتناول موضوع آخر الزمان تُعدّ مصدرًا مهمًا للمسلمين في معرفة ما سيحدث في المستقبل، وتُساعدهم على الاستعداد لهذه الأحداث، وهي بمثابة تذكرة للمسلمين بضرورة الإيمان بالله واليوم الآخر، والتقوى والعمل الصالح، والتحذير من الإعراض عن دين الله واتباع الهوى والشهوات.