المقدمة:
إن الترابط بين المؤمنين هو أحد أهم أسس المجتمع المسلم، وهو ما يميزه عن المجتمعات الأخرى، وقد جاءت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على أهمية هذا الترابط وتحض عليه، وتبين آثاره الإيجابية على الفرد والمجتمع.
أولاً: الترابط والتراحم بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم” (التوبة: 71).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا” (متفق عليه).
3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (متفق عليه).
ثانيًا: التعاون والتآزر بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب” (المائدة: 2).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز” (رواه مسلم).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمنون على قلب واحد، يشد بعضهم بعضًا” (رواه الإمام أحمد).
ثالثًا: النصيحة والإرشاد بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “ومن يؤمن بالله واليوم الآخر ويكن لله ورسوله وحدة، فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا” (النساء: 69).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “الدين النصيحة”، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” (رواه مسلم).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن مرآة أخيه، فإذا رأى فيه عيبًا فلينصحه” (رواه أبو داود).
رابعًا: التسامح والعفو بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين” (آل عمران: 134).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “خير الناس الذين يغفرون للناس” (رواه الإمام أحمد).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره في أي حور العين شاء” (رواه أبو داود).
خامسًا: الوفاء والعهد بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولًا” (الإسراء: 34).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة” (رواه البخاري).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وفى بعهده نصرته السماء على عدوه” (رواه أحمد).
سادسًا: المحبة والمودة بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير” (الأنفال: 72).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” (رواه أحمد).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا” (رواه مسلم).
سابعًا: المساواة والعدل بين المؤمنين:
1. قال الله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” (الحجرات: 13).
2. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، وذمتهم واحدة، أدناهم كفيهم، وهم على النصفة سواء” (رواه البخاري).
3. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى” (رواه أحمد).
الخاتمة:
إن الترابط بين المؤمنين هو من أهم أسباب قوة المجتمع المسلم وتماسكه، وهو ما يجعله قادرًا على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه، كما أنه من أهم أسباب سعادة المؤمنين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم” (محمد: 35).