آيات قرآنية عن الموهبة

آيات قرآنية عن الموهبة

المقدمة:

الموهبة هي قدرة طبيعية لدى الإنسان، وهي تختلف من شخص لآخر، فكل شخص لديه موهبة أو أكثر، والمواهب متعددة وكثيرة، منها ما هو فني ومنها ما هو علمي ومنها ما هو اجتماعي، والموهبة هي عطية من الله سبحانه وتعالى، وهي نعمة يجب على الإنسان أن يشكر الله عليها، وأن يستخدمها في الخير والمنفعة، وفي هذا المقال سوف نذكر بعض الآيات القرآنية التي وردت عن الموهبة.

1. تعريف الموهبة في القرآن الكريم:

وردت كلمة “الموهبة” في القرآن الكريم مرة واحدة، وذلك في سورة المائدة، قال تعالى: {وَمَنْ أُوتِيَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}، والموهبة هي القدرة الطبيعية التي يمنحها الله سبحانه وتعالى للإنسان والتي تميزه عن غيره، وهي قد تكون في أي مجال من مجالات الحياة، فمن الناس من يوهبه الله موهبة فنية مثل الرسم أو الموسيقى أو الكتابة، ومن الناس من يوهبه الله موهبة علمية مثل الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء، ومن الناس من يوهبه الله موهبة اجتماعية مثل القيادة أو التأثير على الآخرين.

2. أنواع المواهب:

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنواعًا عديدة من المواهب، من أهمها:

أ. الموهبة العلمية: وهي القدرة الطبيعية على فهم واستيعاب العلوم المختلفة، والتفوق فيها، قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّ يَجْمَعُونَ}.

ب. الموهبة الفنية: وهي القدرة الطبيعية على الإبداع في مجال الفنون المختلفة، مثل الرسم والموسيقى والكتابة، قال تعالى: {وَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}.

ج. الموهبة الاجتماعية: وهي القدرة الطبيعية على التعامل مع الآخرين والتأثير عليهم، والقيادة، قال تعالى: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِرَغْبَةٍ وَحُبٍّ أُولَئِكَ هُمْ أَصْحَابُ الْيَمِينِ}.

3. أهمية الموهبة:

الموهبة هي نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وهي من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على النجاح في الحياة، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}، والموهبة هي أيضًا سبب في تميز الإنسان عن غيره، وتحقيق الذات، قال تعالى: {وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.

4. شروط استثمار الموهبة:

لكي يستثمر الإنسان موهبته ويحقق النجاح فيها، يجب عليه أن يتوفر لديه بعض الشروط، أهمها:

أ. الإيمان بالموهبة: يجب على الإنسان أن يؤمن بموهبته وأن يثق فيها، وأن لا يستمع إلى من يحاول أن يحبطه أو يقلل من شأن موهبته، قال تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}.

ب. العمل على تطوير الموهبة: يجب على الإنسان أن يعمل على تطوير موهبته باستمرار، وذلك من خلال الدراسة والتعلم واكتساب الخبرات، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

ج. الصبر والمثابرة: يجب على الإنسان أن يتحلى بالصبر والمثابرة، وأن لا يستسلم للإحباط أو اليأس، قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

5. ثمار استثمار الموهبة:

عندما يستثمر الإنسان موهبته ويطورها، فإنه يحصد ثمارًا عديدة، أهمها:

أ. النجاح في الحياة: الموهبة هي من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على النجاح في الحياة، قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}.

ب. تحقيق الذات: الموهبة هي من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على تحقيق ذاته، وإظهار قدراته وإمكاناته، قال تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}.

ج. خدمة المجتمع: الموهبة هي من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على خدمة مجتمعه، وإفادته بما لديه من قدرات وإمكانات، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

6. الموهبة بين الإيمان والكفر:

الموهبة نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولكنها قد تكون سببًا في الكفر بالله تعالى، وذلك إذا استخدمها الإنسان في معصية الله تعالى، أو في إيذاء الآخرين، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.

7. خاتمة:

الموهبة نعمة من الله سبحانه وتعالى، وهي من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على النجاح في الحياة، وتحقيق الذات، وخدمة المجتمع، ولكن يجب على الإنسان أن يستثمر موهبته ويطورها، وأن يستخدمها في الخير والمنفعة، وأن لا يستخدمها في معصية الله تعالى أو في إيذاء الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}.

أضف تعليق