المقدمة:
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي ركن مالي واجب على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب الزكاة، وذلك في أموال معينة، ومقادير محددة. وهي من أهم العبادات التي حث عليها الإسلام، لما لها من أثر كبير في تطهير النفس والمال، وإعانة الفقراء والمساكين.
1. آيات قرآنية عن الزكاة:
– قال تعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين” (البقرة: 43).
– قال تعالى: “وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين” (المنافقون: 10).
– قال تعالى: “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” (المعارج: 24-25).
2. أحاديث نبوية عن الزكاة:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الزكاة برهان”.
– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاته فقد أقام الصلاة”.
– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل”.
3. أنواع الزكاة:
– زكاة المال: هي الزكاة المفروضة على الأموال النقدية والتجارية والزروع والثمار والأنعام.
– زكاة الفطر: هي الزكاة التي تجب على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب الزكاة، وذلك في عيد الفطر.
– زكاة التجارة: هي الزكاة التي تجب على أموال التجارة، سواء كانت أموالاً نقدية أو بضائع.
– زكاة الماشية: هي الزكاة التي تجب على الماشية، مثل الإبل والبقر والغنم والماعز.
– زكاة الزروع والثمار: هي الزكاة التي تجب على الزروع والثمار، مثل القمح والشعير والذرة والعنب والتمر.
4. نصاب الزكاة:
– نصاب الزكاة في الذهب: 20 مثقالاً، أي ما يعادل 85 جراماً.
– نصاب الزكاة في الفضة: 200 درهم، أي ما يعادل 595 جراماً.
– نصاب الزكاة في الإبل: 5 من الإبل، وتجب فيها شاة واحدة.
– نصاب الزكاة في البقر: 30 من البقر، وتجب فيها تبيع أو بقرة.
– نصاب الزكاة في الغنم: 40 من الغنم، وتجب فيها شاة واحدة.
5. شروط وجوب الزكاة:
– الإسلام: يجب أن يكون المسلم بالغاً عاقلاً حراً، ولا تجب الزكاة على الكافر أو المجنون أو العبد.
– الملكية: يجب أن يكون المسلم مالكاً لنصاب الزكاة، ولا تجب الزكاة على من لا يملك نصاب الزكاة.
– النماء: يجب أن يكون المال نامياً، بمعنى أن يكون قابلاً للزيادة والنقصان، ولا تجب الزكاة على المال غير النامي.
– الحول: يجب أن يمر على المال حول كامل، وهو سنة قمرية، ولا تجب الزكاة على المال الذي لم يمر عليه حول كامل.
6. كيفية إخراج الزكاة:
– زكاة المال: يخرج المسلم زكاة ماله بنسبة 2.5% من قيمة ماله، وذلك بعد خصم الديون منه.
– زكاة الفطر: يخرج المسلم زكاة الفطر بنصف صاع من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأرز، وذلك عن كل فرد من أفراد أسرته.
– زكاة التجارة: يخرج المسلم زكاة تجارته بنسبة 2.5% من قيمة بضائعه وأمواله التجارية، وذلك بعد خصم الديون منه.
– زكاة الماشية: يخرج المسلم زكاة ماشيته بنسبة 2.5% من عدد ماشيته، وذلك بعد خصم الديون منه.
– زكاة الزروع والثمار: يخرج المسلم زكاة زروع ثماره بنسبة 10% من إنتاجه، وذلك بعد خصم تكاليف الزراعة.
7. حكم تأخير الزكاة:
– من أخر زكاة ماله حتى يمر عليه حول آخر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يخرج زكاة ماله عن العامين معاً.
– من أخر زكاة فطره حتى يمر عليه حول آخر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يخرج زكاة فطره عن العامين معاً.
– من أخر زكاة تجارته حتى يمر عليه حول آخر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يخرج زكاة تجارته عن العامين معاً.
– من أخر زكاة ماشيته حتى يمر عليه حول آخر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يخرج زكاة ماشيته عن العامين معاً.
– من أخر زكاة زروع ثماره حتى يمر عليه حول آخر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يخرج زكاة زروع ثماره عن العامين معاً.
الخاتمة:
الزكاة عبادة عظيمة لها أثر كبير في تطهير النفس والمال، وإعانة الفقراء والمساكين، وتكافل المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقد حث الإسلام على إخراج الزكاة، وجعلها من أركان الإسلام الخمسة، لكي يطهر المسلمون أموالهم وأنفسهم، ويساعدوا الفقراء والمساكين، ويكونوا متكافلين فيما بينهم.