الزكاة في القرآن

الزكاة في القرآن

الزكاة في القرآن:

مقدمة:

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، حيث أوجبها الله تعالى على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب، وهي عبادة مالية لها أثرها العظيم على الفرد والمجتمع، فهي تطهر النفس من البخل وتنمي فيها روح التكافل والرحمة، كما أنها تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق بين أفراد المجتمع، وقد حثنا القرآن الكريم على إخراج الزكاة في آيات عديدة، كما بين لنا أحكامها وشروطها ومستحقيها.

أولاً: مفهوم الزكاة في القرآن:

1. الزكاة لغةً: في اللغة العربية، تعني الزكاة “النمو” و”الزيادة” و”البركة”، وهي مشتقة من الكلمة العربية “زكا”، والتي تعني “نمت” و”ازداد”.

2. الزكاة شرعًا: الزكاة في الإسلام هي عبادة مالية مفروضة على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك لنصاب، وهي تعني إخراج جزء محدد من المال أو الثروة للمستحقين.

3. أهمية الزكاة في الإسلام: الزكاة لها أهمية كبيرة في الإسلام، فهي تعتبر من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية لها أثرها العظيم على الفرد والمجتمع.

ثانيًا: شروط وجوب الزكاة:

1. الإسلام: يشترط أن يكون الشخص مسلمًا، لأن الزكاة عبادة إسلامية فرضها الله تعالى على المسلمين فقط.

2. البلوغ: يجب أن يكون الشخص بالغًا، أي قد بلغ سن الرشد، وهو خمسة عشر عامًا عند جمهور الفقهاء.

3. العقل: يجب أن يكون الشخص عاقلًا، فلا تجب الزكاة على المجنون أو المعتوه.

4. الحرية: يجب أن يكون الشخص حرًا، فلا تجب الزكاة على العبد.

5. ملك النصاب: يجب أن يكون الشخص مالكًا لنصاب، وهو الحد الأدنى من المال الذي تجب عليه الزكاة.

ثالثًا: أنواع أموال الزكاة:

1. زكاة الأموال النقدية: تجب الزكاة على الأموال النقدية التي يمتلكها المسلم لمدة عام كامل، وذلك بنسبة 2.5%.

2. زكاة الذهب والفضة: تجب الزكاة على الذهب والفضة اللذين يمتلكهما المسلم لمدة عام كامل، وذلك بنسبة 2.5%.

3. زكاة عروض التجارة: تجب الزكاة على عروض التجارة التي يمتلكها المسلم لمدة عام كامل، وذلك بنسبة 2.5%.

4. زكاة الزروع والثمار: تجب الزكاة على الزروع والثمار التي ينتجها المسلم، وذلك بنسبة 10% إذا كانت الزراعة بغير سقي، و5% إذا كانت الزراعة بسقي.

5. زكاة المواشي: تجب الزكاة على المواشي التي يمتلكها المسلم لمدة عام كامل، وذلك بنسب متفاوتة حسب نوع الماشية.

رابعًا: مستحقو الزكاة:

1. الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفي لسد حاجاتهم الأساسية.

2. المساكين: وهم الذين يملكون بعض المال، ولكنه لا يكفي لسد حاجاتهم الأساسية.

3. العاملين عليها: وهم الذين يعملون في جمع الزكاة وتوزيعها.

4. المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يحتاجون إلى المال ليتألف قلوبهم على الإسلام.

5. في الرقاب: وهم العبيد الذين يحتاجون إلى المال لفك رقباتهم.

6. الغارمين: وهم الذين عليهم ديون ولا يستطيعون سدادها.

7. ابن السبيل: وهو المسافر الذي نفد ماله في السفر ولا يستطيع العودة إلى بلده.

خامسًا: وقت إخراج الزكاة:

1. زكاة الأموال النقدية والذهب والفضة: تجب الزكاة على الأموال النقدية والذهب والفضة بعد مرور عام كامل على امتلاكها.

2. زكاة عروض التجارة: تجب الزكاة على عروض التجارة بعد مرور عام كامل على شرائها بقصد التجارة.

3. زكاة الزروع والثمار: تجب الزكاة على الزروع والثمار بعد حصادها وجذاذها.

4. زكاة المواشي: تجب الزكاة على المواشي بعد مرور عام كامل على امتلاكها.

سادسًا: كيفية إخراج الزكاة:

1. زكاة الأموال النقدية والذهب والفضة: يخرج المسلم من الأموال النقدية والذهب والفضة التي يمتلكها لمدة عام كامل نسبة 2.5%.

2. زكاة عروض التجارة: يخرج المسلم من عروض التجارة التي يمتلكها لمدة عام كامل نسبة 2.5%.

3. زكاة الزروع والثمار: يخرج المسلم من الزروع والثمار التي ينتجها نسبة 10% إذا كانت الزراعة بغير سقي، و5% إذا كانت الزراعة بسقي.

4. زكاة المواشي: يخرج المسلم من المواشي التي يمتلكها لمدة عام كامل نسب متفاوتة حسب نوع الماشية.

سابعًا: ثواب إخراج الزكاة:

1. تطهير النفس من البخل: تزكي الزكاة النفس وتطهرها من البخل والشح، وتنمي فيها روح التكافل والرحمة.

2. مضاعفة الحسنات: وعد الله تعالى المخرجين الزكاة بمضاعفة حسناتهم، فقال تعالى: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.

3. دخول الجنة: وعد الله تعالى المخرجين الزكاة بدخول الجنة، فقال تعالى: “والذين يؤتون زكاة أموالهم وهم راغبون عن الفواحش والمنكرات أولئك لهم الأجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.

الخاتمة:

الزكاة عبادة مالية لها أثرها العظيم على الفرد والمجتمع، فهي تطهر النفس من البخل وتنمي فيها روح التكافل والرحمة، كما أنها تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق بين أفراد المجتمع، وقد حثنا القرآن الكريم على إخراج الزكاة في آيات عديدة، كما بين لنا أحكامها وشروطها ومستحقيها، فينبغي على كل مسلم أن يحرص على إخراج الزكاة في وقتها ومستحقيها، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، سائلين الله تعالى أن يوفقنا إلى أداء هذه العبادة على أكمل وجه.

أضف تعليق