المقدمة:
الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، ولها مكانة عظيمة في القرآن والسنة. وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على إخراج الزكاة، وبيّنا لنا أهميتها ومكانتها في رفع الفقر والظلم، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
1- الزكاة في القرآن الكريم:
– سورة التوبة، الآية 103: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم، والله سميع عليم”.
– سورة الأعراف، الآية 156: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين”.
– سورة البقرة، الآية 267: “الذين ينفقون أموالهم في الليل والنهار سرًا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
2- الزكاة في السنة النبوية:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”.
– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، اتقوا الله، وأدوا زكاة أموالكم، تصلح أبدانكم، وتطيب أنفسكم”.
– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاة ماله طيبًا، تطهَّر بها قلبه، وزكَّى بها نفسه، ونور بها بدنه، وأُعطِي بها من الله كتاب براءة من النار”.
3- أهمية إخراج الزكاة:
– الزكاة سبب لزيادة الخير والبركة في الرزق.
– الزكاة تساعد على تنمية وتطوير المجتمع، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.
– الزكاة تطهّر النفس من البخل والشح، وتنمي فيها روح العطاء والبذل.
– الزكاة سبب لدخول الجنة وحصول الثواب العظيم من الله تعالى.
4- شروط وجوب الزكاة:
– الإسلام: الزكاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل رشيد.
– الحرية: الزكاة لا تجب على العبد، لأن ماله مملوك لسيده.
– الملك التام: الزكاة تجب على المال المملوك ملكًا تامًا، فلا تجب على المال المرهون أو المستأجر.
– النصاب: الزكاة تجب على المال الذي يبلغ حدًا معينًا يسمى النصاب.
– الحول: الزكاة لا تجب على المال إلا بعد مرور سنة كاملة (حول) عليه.
5- أنواع الزكاة:
– زكاة المال: وهي الزكاة التي تجب على الأموال النامية، مثل الذهب والفضة والنقود والعروض التجارية.
– زكاة الأنعام: وهي الزكاة التي تجب على الأنعام السائمة، مثل الإبل والبقر والغنم والماعز.
– زكاة الزروع والثمار: وهي الزكاة التي تجب على الزروع والثمار التي تُروى بماء السماء أو مياه الآبار والأنهار.
6- حساب الزكاة:
– زكاة المال: تُحسب زكاة المال بنسبة 2.5% من قيمة المال الزائد عن الحاجة الأصلية والديون.
– زكاة الأنعام: تُحسب زكاة الأنعام بنسب مختلفة حسب نوع الأنعام وعددها.
– زكاة الزروع والثمار: تُحسب زكاة الزروع والثمار بنسبة 10% من المحصول إذا كان يُروى بماء السماء، و5% إذا كان يُروى بمياه الآبار والأنهار.
7- مصرف الزكاة:
– الفقراء والمساكين: هم أولى الناس بالزكاة، وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لإعالة أنفسهم وأسرهم.
– العاملون على جمع الزكاة وتوزيعها: وهم الذين يُعينهم الإمام أو الحاكم لجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.
– الغارمون: وهم الذين عليهم ديون لا يستطيعون سدادها.
– المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يُعطون الزكاة لجذب قلوبهم إلى الإسلام أو لتعزيز إيمانهم.
– في سبيل الله: تُصرف الزكاة في سبيل الله في أعمال الخير العامة، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات.
– ابن السبيل: وهو الشخص الذي نفدت نفقته في السفر، فيُعطى الزكاة ليساعده على إكمال سفره.
الخاتمة:
الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة عظيمة لها ثواب عظيم عند الله تعالى. وقد حثنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على إخراج الزكاة، وبيّنا لنا أهميتها ومكانتها في رفع الفقر والظلم، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين.