حديث عن كتم العلم

حديث عن كتم العلم

حديث عن كتم العلم

المقدمة:

الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أحق بها، فالعلم نور يضيء لنا طريق الخير والحق، وهو سلاح قوي في مواجهة الجهل والباطل، وهو سبب رقي الأمم وتقدمها، ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم ونشره، وحذر من كتمان العلم وإخفائه، ففي الحديث الشريف: “من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار”.

فضل العلم:

1. العلم عبادة:

– العلم عبادة عظيمة، لأنّه وسيلة لمعرفة الله عز وجل وصفاته وأسمائه الحسنى، ولأنّه وسيلة للتقرب إلى الله تعالى بالعمل به والتعليم، ولأن العلم يزيد الإنسان إيماناً وتقوى ويجعله أقرب إلى الله عز وجل.

– قال الله تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب”.

2. العلم نور:

– العلم نور يضيء لنا طريق الخير والحق، ويهدينا إلى سواء السبيل، وينقذنا من الظلمات إلى النور، ولأنّ العلم يزيح عنا الجهل والضلال، ويوضح لنا الأمور ويجعلها مفهومة وواضحة.

– قال الله تعالى: “الله نور السماوات والأرض”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العلم نور، والجهل ظلام”.

3. العلم قوة:

– العلم قوة عظيمة، فهو سلاح قوي في مواجهة الجهل والباطل، ولأنّ العلم يجعلنا أقوياء في مواجهة التحديات والصعوبات، ويجعلنا قادرين على الدفاع عن أنفسنا وعن حقوقنا، ويجعلنا قادرين على التأثير في الآخرين وإقناعهم بأفكارنا.

– قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العلم قوة، والجهل ضعف”.

أسباب كتمان العلم:

1. الخوف من المنافسة:

– قد يخشى بعض الناس من نشر علمهم ومعارفهم خوفاً من أن ينافسهم الآخرون ويأخذوا مكانتهم، وهذا خوف لا أساس له من الصحة، لأن العلم بحر واسع لا ينضب، وكلما زاد علمنا زادت معرفتنا وتوسعت آفاقنا.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله علماً فعلمه الناس”.

2. حب الشهرة:

– قد يحب بعض الناس أن ينفردوا بالعلم والمعرفة حتى يشتهروا بين الناس ويذيع صيتهم، وهذا حب مذموم، لأن العلم ليس ملكاً لشخص معين، وإنما هو ملك للجميع، ويجب أن ينتفع به الجميع.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من علم علماً فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة”.

3. الكبر والتعالي:

– قد يتكبر بعض الناس على الآخرين ويتعالون عليهم بعلمهم، وهذا كبر وغرور مذموم، لأن العلم لا يزيد الإنسان إلا تواضعاً وخشوعاً لله تعالى، ولأن العلم وسيلة لخدمة الناس ومساعدتهم وليس وسيلة للتكبر عليهم والتعالي عليهم.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله”.

آثار كتمان العلم:

1. حرمان الناس من العلم:

– من يكتم العلم يحرم الناس من الانتفاع به والاستفادة منه، وهذا ظلم كبير في حق الناس، لأن العلم حق للجميع، ويجب أن ينتفع به الجميع.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة”.

2. إضاعة العلم:

– من يكتم العلم يضيعه ويذهب به سدى، لأن العلم لا ينتفع به إلا إذا نشر بين الناس وتعلموه، وإذا كتم العلم ضاع وأصبح حبراً على ورق لا ينفع أحداً.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أُوتي عبد علماً فكتمه إلا ألجمه الله بلجام من نار”.

3. إثم كتمان العلم:

– من يكتم العلم يرتكب إثماً عظيماً، لأن كتمان العلم من الكبائر، وقد توعد الله تعالى الذين يكتمون العلم بالعذاب الشديد في الآخرة.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كتم علماً ينفعه الله به في الآخرة ألجمه الله بلجام من نار”.

وجوب نشر العلم:

1. نشر العلم فريضة:

– نشر العلم فريضة على كل مسلم، لأن العلم أمانة في أعناقنا، ويجب علينا أن نؤدي هذه الأمانة ونوصلها إلى الناس، لأن العلم نور يجب أن يضيء حياة الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”.

2. نشر العلم صدقة:

– نشر العلم صدقة جارية، لأن كل من ينتفع بعلمك ينال أجراً عظيماً عند الله تعالى، حتى بعد وفاتك، لأن العلم يبقى خالداً وينتفع به الناس إلى يوم القيامة.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

3. نشر العلم عبادة:

– نشر العلم عبادة عظيمة، لأنك تساعد الناس على معرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، وتساعدهم على التقرب إلى الله تعالى والعمل الصالح، وتساعدهم على التخلص من الجهل والضلال، وتساعدهم على بناء حياتهم على أسس صحيحة.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دل على خير فله مثل أجر فاعله”.

كيفية نشر العلم:

1. التعليم:

– من أفضل طرق نشر العلم التعليم، لأنك بذلك تصل إلى عدد كبير من الناس وتساعدهم على تعلم العلم والمعرفة، ويمكنك التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد، أو يمكنك التعليم في المساجد والمراكز الإسلامية، أو يمكنك التعليم من خلال الدروس الخصوصية أو الدورات التدريبية.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

2. التأليف:

– من طرق نشر العلم التأليف، لأنك بذلك تصل إلى عدد كبير من الناس وتساعدهم على تعلم العلم والمعرفة، ويمكنك التأليف في أي مجال من مجالات العلم، ويمكنك نشر مؤلفاتك من خلال المكتبات أو دور النشر أو المواقع الإلكترونية.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نضر الله امرأً سمع مقالتي فحفظها وبلغها غيره”.

3. المحاضرات والندوات:

– من طرق نشر العلم إلقاء المحاضرات والندوات، لأنك بذلك تصل إلى عدد كبير من الناس وتساعدهم على تعلم العلم والمعرفة، ويمكنك إلقاء المحاضرات والندوات في المدارس والجامعات والمعاهد، أو يمكنك إلقاء المحاضرات والندوات في المساجد والمراكز الإسلامية، أو يمكنك إلقاء المحاضرات والندوات من خلال القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”.

الخاتمة:

العلم نور يضيء لنا طريق الخير والحق، وهو سلاح قوي في مواجهة الجهل والباطل، ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم ونشره، وحذر من كتمان العلم وإخفائه، ففي الحديث الشريف: “من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار”. ولذلك يجب علينا أن ننشر العلم والمعرفة بين الناس بكل الوسائل والطرق المتاحة، حتى ننير حياتهم ونخرجهم من الظلمات إلى النور، حتى نربي جيلاً صالحاً قادراً على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.

أضف تعليق