المقدمة
الرزق بمولود هو نعمة كبيرة من الله تعالى، وأنعم ما يرزق به العبد الصالح، فالأولاد زينة الحياة الدنيا ومتعتها، وهم قرة أعين الوالدين وسبب سعادتهما، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرًا أَمَلًا} [الكهف: 46].
فضل الرزق بمولود
1. زيادة البركة في الرزق:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” [أحمد].
– كما قال صلى الله عليه وسلم: “ما من شيء أحب إلى الله تعالى بعد الإسلام من التزويج؛ فإنه ينشر النسل، ويكثر المال، ويجبر الظهر، ويسد باب الفقر، وينفي الفواحش” [ابن ماجه].
2. سبب لدخول الجنة:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو ثلاث بنات أخ، فصبر عليهن، وأحسن إليهن، كن له حجابًا من النار” [أحمد].
– وقال صلى الله عليه وسلم: “من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له حجابًا من النار” [مسلم].
3. حفظ الأمة:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا فانكحوا تكثروا، فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة” [أحمد].
– وقال صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” [البخاري].
الولادة في الإسلام
1. تسهيل الولادة:
– يدعو المسلمون الله تعالى أن يسهل عليهم الولادة، كما يفعلون كل ما في وسعهم لتسهيلها، مثل: اتباع الإرشادات الطبية، واللجوء إلى الوسائل العلمية الحديثة، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا رب، هون على أمتي شدة الموت، وشدة الولادة” [ابن ماجه].
2. التسمية:
– من السنة تسمية المولود بعد ولادته، وذلك تكريمًا له وعلامة على الاعتراف به، كما أنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ولد له مولود، فليدع له بخمسة أسماء: محمد، وعبد الله، وعبد الرحمن، وإبراهيم، وإسحاق، فإن أسماء الأنبياء أحب الأسماء إلى الله عز وجل” [أحمد].
3. الأذان في أذن المولود:
– من السنة المؤكدة الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وذلك ليصير أول ما يسمعه المولود من الكلام هو ذكر الله تعالى.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ولد له مولود، فليؤذن في أذنه اليمنى، وليقم في أذنه اليسرى، فإنه لا يضره الشيطان أبدًا بعد ذلك” [أبو داود].
حقوق المولود
1. حق الرضاعة:
– الرضاعة هي غذاء المولود الطبيعي، وهي من حقوقه الشرعية، وقد أمر الله تعالى الأمهات بإرضاع أولادهن، قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233].
– وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق الولد على والده أن يحسن اسمه، وأن يعلمه الكتابة، وأن يزوجه إذا بلغ” [أبو داود].
2. حق التربية:
– تربية المولود حق من حقوقه على والديه، وهي من أهم الواجبات المفروضة عليهما، وقد أمر الله تعالى الوالدين بتربية أولادهما على الأخلاق الفاضلة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
3. حق النفقة:
– النفقة على المولود حق من حقوقه على والديه، وهي من واجباتهما الشرعية، وقد أمر الله تعالى الآباء بالإنفاق على أولادهم، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا عَلَى نِسَائِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [النساء: 34].
واجبات الوالدين تجاه المولود
1. توفير الرعاية الصحية:
– من واجبات الوالدين توفير الرعاية الصحية اللازمة للمولود، وذلك من خلال متابعة نموه وتطوره، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية له، وتلقيحيه ضد الأمراض.
2. تنشئة المولود على الأخلاق الفاضلة:
– من واجبات الوالدين تنشئة المولود على الأخلاق الفاضلة، وذلك من خلال غرس القيم والمبادئ الإسلامية في نفسه، وتعليمه السلوكيات الحسنة، وحمايته من الانحراف والضلال.
3. إعداد المولود للمستقبل:
– من واجبات الوالدين إعداد المولود للمستقبل، وذلك من خلال تعليمه العلم والمعرفة، وتنمية مهاراته وقدراته، وإعداده لسوق العمل.
خاتمة
الرزق بمولود هو نعمة كبيرة من الله تعالى، وأنعم ما يرزق به العبد الصالح، فالأولاد زينة الحياة الدنيا ومتعتها، وهم قرة أعين الوالدين وسبب سعادتهما، وقد شرع الله تعالى الزواج والإنجاب تكثيرًا للأمة وإعمارًا للأرض، وعلى الوالدين حفظ هذه النعمة وشكر الله تعالى عليها، والإحسان إلى أولادهم، وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة، وإعدادهم للمستقبل ليكونوا صالحين نافعين لأنفسهم ولأسرهم ولأمتهم.