أثر اسم الله العليم على المؤمن

أثر اسم الله العليم على المؤمن

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن من أسماء الله الحسنى اسم “العليم”، وهو اسم يدل على علم الله الواسع بكل شيء، الظاهر والباطن، الغائب والحاضر، الدقيق والجليل. وهذا الاسم له أثر بالغ على المؤمن، فهو يبعث في نفسه اليقين بأن الله تعالى يعلم كل شيء، فلا يخفى عليه شيء، مما يدفعه إلى الإخلاص في العبادة والتقوى، والحرص على فعل الخير واجتناب الشر.

1. اليقين بعلم الله تعالى:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن اليقين بأن الله تعالى يعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء، لا في السموات ولا في الأرض، ولا في البر ولا في البحر، ولا في الظاهر ولا في الباطن.

– وهذا اليقين بالعلم الإلهي يبعث في نفس المؤمن الشعور بالطمأنينة والسكينة، لأنه يعلم أن الله تعالى يعلم حاله، ويعلم ما في قلبه، ويعلم ما يضره وما ينفعه، فهو لا يتركه وحيدًا، بل هو معه في كل لحظة وفي كل مكان.

– كما أن اليقين بعلم الله تعالى يدفع المؤمن إلى الإخلاص في العبادة والتقوى، لأنه يعلم أن الله تعالى يراه ويراقبه، فلا يفعل شيئًا إلا ابتغاء وجه الله تعالى، ولا يترك شيئًا إلا ابتغاء وجه الله تعالى.

2. الشعور بقرب الله تعالى:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن الشعور بقرب الله تعالى منه، لأنه يعلم أن الله تعالى يعلم كل شيء عنه، ويراقبه في كل لحظة وفي كل مكان.

– وهذا الشعور بقرب الله تعالى يدفع المؤمن إلى الدعاء والذكر كثيرًا، لأنه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه، ويستجيب لذكره، فهو لا ينقطع عن مناجاة الله تعالى في كل وقت وفي كل مكان.

– كما أن الشعور بقرب الله تعالى يبعث في نفس المؤمن الشعور بالأمان والطمأنينة، لأنه يعلم أن الله تعالى معه في كل لحظة وفي كل مكان، فهو لا يخاف من شيء، ولا يخشى من أحد، لأن الله تعالى هو حاميه ووكيله.

3. الخشية من الله تعالى:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن الخشية من الله تعالى، لأنه يعلم أن الله تعالى يعلم كل شيء عنه، ويعلم كل ما يفعله، ولا يخفى عليه شيء.

– وهذا الخشية من الله تعالى تدفع المؤمن إلى اجتناب المعاصي والذنوب، لأنه يعلم أن الله تعالى يراه ويراقبه، فلا يفعل شيئًا يغضب الله تعالى، ولا يترك شيئًا يرضي الله تعالى.

– كما أن الخشية من الله تعالى تدفع المؤمن إلى الإكثار من الطاعات والقربات، لأنه يعلم أن الله تعالى يثيب المحسنين ويجازي المتقين.

4. التوكل على الله تعالى:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن التوكل على الله تعالى، لأنه يعلم أن الله تعالى يعلم كل شيء، ويعلم ما هو خير له وما هو شر له.

– وهذا التوكل على الله تعالى يدفع المؤمن إلى تفويض أمره إلى الله تعالى، والتسليم لقضائه وقدره، لأنه يعلم أن الله تعالى هو خير مدبر للأمور، وأنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له.

– كما أن التوكل على الله تعالى يبعث في نفس المؤمن الشعور بالطمأنينة والسكينة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو كافيه ووكيله، فهو لا يقلق على رزقه ولا على صحته ولا على أولاده، لأن الله تعالى هو الرزاق وهو الشافي وهو المعافي.

5. عدم الالتفات إلى أقوال الناس:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يمنع المؤمن من الالتفات إلى أقوال الناس، لأنه يعلم أن الله تعالى هو العليم بكل شيء، وهو الذي يحكم بين الناس يوم القيامة.

– وهذا عدم الالتفات إلى أقوال الناس يدفع المؤمن إلى التركيز على عبادته لله تعالى، والعمل بما يرضيه، دون أن يلتفت إلى ما يقوله الناس عنه.

– كما أن عدم الالتفات إلى أقوال الناس يبعث في نفس المؤمن الشعور بالحرية والاستقلالية، لأنه لا يخشى إلا الله تعالى، ولا يرجو إلا الله تعالى.

6. الصبر على ابتلاءات الدنيا:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن الصبر على ابتلاءات الدنيا، لأنه يعلم أن الله تعالى يبتليه بما هو خير له، وأن كل ما يصيبه في هذه الدنيا هو بقضاء وقدر الله تعالى.

– وهذا الصبر على ابتلاءات الدنيا يدفع المؤمن إلى تحمل المصاعب والشدائد بصبر واحتساب، لأنه يعلم أن الله تعالى هو المعين وهو المسدد.

– كما أن الصبر على ابتلاءات الدنيا يبعث في نفس المؤمن الشعور بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره، لأنه يعلم أن كل ما يصيبه في هذه الدنيا هو خير له، وأن الله تعالى هو الحكيم العليم.

7. الشكر لله تعالى:

– إن الإيمان باسم الله “العليم” يبعث في نفس المؤمن الشكر لله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو المنعم المتفضل، وهو الذي يرزقه ويحفظه ويغفر له ذنوبه.

– وهذا الشكر لله تعالى يدفع المؤمن إلى الإكثار من الحمد لله تعالى، والثناء عليه، والتسبيح له، لأنه يعلم أن الله تعالى هو المستحق للحمد والشكر والثناء.

– كما أن الشكر لله تعالى يبعث في نفس المؤمن الشعور بالسعادة والرضا، لأنه يعلم أن الله تعالى هو المُنعم المتفضل، وأنه هو الذي يحفظه ويغفر له ذنوبه.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن اسم الله “العليم” له أثر بالغ على المؤمن، فهو يبعث في نفسه اليقين بعلم الله تعالى، والشعور بقرب الله تعالى، والخشية من الله تعالى، والتوكل على الله تعالى، وعدم الالتفات إلى أقوال الناس، والصبر على ابتلاءات الدنيا، والشكر لله تعالى.

أضف تعليق