المقدمة
الصبر فضيلة عظيمة من صفات المؤمنين، وهو مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة. والصبر على المصائب والشدائد من أعظم صور الصبر، وهو الذي يرفع المؤمن إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى. وقد حثنا الإسلام على الصبر في كثير من الآيات والأحاديث، ووعد الصابرين بأجر عظيم.
1. الصبر على المصائب
المصائب والشدائد جزء من الحياة، ولا يستطيع أحد أن ينجو منها. ولكن الصابر هو الذي يتحمل هذه المصائب بصبر وثبات، ولا يتذمر ولا يقنط. قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46). والصبر على المصائب يرفع المؤمن إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” (صحيح مسلم).
2. الصبر في الطاعات
الطاعات هي الأعمال الصالحة التي أمرنا الله تعالى بها، وهي سبب دخول الجنة. ولكن الطاعات تحتاج إلى صبر ومصابرة، لأنها قد تكون صعبة في بعض الأحيان. ولكن الصابر هو الذي يلتزم بأداء الطاعات، ولا يتركها مهما كانت الظروف. قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46). والصبر في الطاعات يثقل ميزان الحسنات ويجعل المؤمن من المقربين عند الله تعالى.
3. الصبر على المعاصي
المعاصي هي الأعمال السيئة التي نهانا الله تعالى عنها، وهي سبب دخول النار. ولكن الصابر هو الذي يجاهد نفسه على ترك المعاصي، ولا يقع فيها مهما كانت المغريات. قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46). والصبر على المعاصي يكفر السيئات ويجعل المؤمن من المتقين عند الله تعالى.
4. الصبر على الناس
الناس مختلفون في طباعهم وأخلاقهم، وقد يكون التعامل مع بعضهم صعبًا للغاية. ولكن الصابر هو الذي يحسن التعامل مع الناس، ولا يترك اختلافهم معه يؤثر على علاقته بهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم” (صحيح الترمذي). والصبر على الناس يجعل المؤمن محبوبا عندهم ويجعله من المتألفين لقلوبهم.
5. الصبر على الفقر
الفقر هو حالة عدم امتلاك المال أو الموارد الكافية لتلبية الاحتياجات الأساسية. وقد يكون الفقر صعبًا للغاية، وقد يؤدي إلى الكثير من المشاكل. ولكن الصابر هو الذي يتحمل الفقر بصبر وثبات، ولا ييأس ولا يقنط. قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46). والصبر على الفقر يرفع المؤمن إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صبر على الفقر صبره الله حتى يكون على مثل صبر أيوب” (صحيح ابن حبان).
6. الصبر على المرض
المرض هو حالة عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي. وقد يكون المرض صعبًا للغاية، وقد يؤدي إلى الكثير من الألم والمعاناة. ولكن الصابر هو الذي يتحمل المرض بصبر وثبات، ولا يتذمر ولا يقنط. قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال: 46). والصبر على المرض يرفع المؤمن إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصيبه مرض في جسده إلا حط الله به من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها” (صحيح الترمذي).
7. الصبر على الموت
الموت هو نهاية الحياة الدنيا، وهو أمر لا مفر منه. ولكن الصابر هو الذي يستعد للموت ويستقبله بصدر رحب. قال الله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} (البينة: 8). والصبر على الموت يجعل المؤمن من الشهداء عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “موت الفجأة شهادة” (صحيح البخاري).
الخاتمة
الصبر فضيلة عظيمة من صفات المؤمنين، وهو مفتاح النجاح في الدنيا والآخرة. والصبر على المصائب والشدائد من أعظم صور الصبر، وهو الذي يرفع المؤمن إلى أعلى الدرجات عند الله تعالى. وقد حثنا الإسلام على الصبر في كثير من الآيات والأحاديث، ووعد الصابرين بأجر عظيم.