أقوال عن الصبر والفرج

مقدمة

الصبر والفرج توأمان لا ينفصلان، فالصبر هو مفتاح الفرج، والفرج هو ثمرة الصبر. والصبر فضيلة عظيمة، وهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته، لأنه يجعله قادرًا على مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجهه، وتحمل المشاق والمتاعب التي يمر بها، حتى يصل إلى هدفه المنشود.

1. الصبر في القرآن الكريم:

لقد وردت كلمة “الصبر” في القرآن الكريم أكثر من مائة مرة، مما يدل على أهمية هذه الفضيلة في الإسلام.

قال الله تعالى: “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ” (النحل: 127).

وقال تعالى: “فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” (الأعراف: 128).

2. الصبر في السنة النبوية:

كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أشد الناس صبرًا.

فقد صبر على أذى الكفار والمشركين، وصبر على الهجرة والغربة، وصبر على الجوع والفقر، وصبر على المرض والموت.

وقال (صلى الله عليه وسلم): “الصبر ضياء، واليقين حياة، واليأس ظلمة”.

3. فضائل الصبر:

الصبر مفتاح الفرج، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “الصبر مفتاح الفرج، والفرج مفتاح الظفر”.

الصبر يرفع الدرجات في الجنة، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “الصابرون على البلاء، المحامدون لله على السراء والضراء، أولئك الذين صدقهم الله”.

الصبر يكسب محبة الله ورسوله، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “إن الله يحب الصابرين”.

4. أنواع الصبر:

الصبر على الطاعة، وهو أن يصبر الإنسان على أداء العبادات والطاعات، وإن كانت شاقة عليه.

الصبر على البلاء، وهو أن يصبر الإنسان على المصائب والابتلاءات التي يتعرض لها في حياته.

الصبر على المعصية، وهو أن يصبر الإنسان عن الوقوع في المعاصي والذنوب، وإن كانت تغريه بها نفسه.

5. أسباب الصبر:

الإيمان بالله تعالى، وهو أن يوقن الإنسان بأن الله تعالى هو الذي قدر له ما أصاب، وأن في ذلك خيرًا له وإن لم يعلم.

الثقة بالله تعالى، وهو أن يثق الإنسان بأن الله تعالى لن يضيعه، وأنه سيكافئه على صبره خيرًا.

حب الله تعالى، وهو أن يحب الإنسان الله تعالى، ويخشاه، ويتمنى لقاءه، فيصبر على كل ما يصيبه في سبيل محبته.

6. ثمرات الصبر:

الفرج، كما قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155).

الأجر والثواب من الله تعالى، كما قال الله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (الزمر: 10).

محبة الله ورسوله، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “إن الله يحب الصابرين”.

خاتمة

الصبر فضيلة عظيمة، وهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته. والصبر مفتاح الفرج، والفرج ثمرة الصبر. فاصبروا على ما أصابكم، فالصبر مفتاح الفرج، والفرج قريب إن شاء الله.