آية قرانية عن الصبر والفرج

No images found for آية قرانية عن الصبر والفرج

العنوان: آية قرانية عن الصبر والفرج

المقدمة:

الصبر والفرج قرينان لا يفترقان، ولا تذوق حلاوة الفرج إلا بعد المرور بأيام عصيبة وصعبة. والصبر أحد أهم القيم الإنسانية التي يتحلى بها الأفراد، وهو من صفات المؤمنين الصالحين، وهو مفتاح الفرج والخلاص من الشدائد والمحن، وفي القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الصبر وتبشر بالفرج بعده. ومن أشهر تلك الآيات هي الآية الكريمة:

﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 127].

أولاً: الصبر في القرآن الكريم:

– أمر الله تعالى عباده بالصبر في مواضع عديدة من القرآن الكريم، ففي سورة البقرة قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153].

– وذكر الله تعالى أن الصبر من صفات المؤمنين الصالحين، ففي سورة آل عمران قال تعالى: ﴿الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [آل عمران: 159].

– وبين الله تعالى أن الصبر مفتاح الفرج والخلاص من الشدائد والمحن، ففي سورة يوسف قال تعالى: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف: 53].

ثانيًا: أنواع الصبر:

– الصبر على طاعة الله تعالى: وهو أداء العبادات والواجبات الدينية على أكمل وجه، مع عدم التذمر أو الكسل.

– الصبر عن معصية الله تعالى: وهو الامتناع عن ارتكاب المعاصي والذنوب، مع عدم الاستسلام للهوى والشهوات.

– الصبر على المصائب والشدائد: وهو تحمل المصائب والشدائد التي يبتلي بها الإنسان في حياته، مع عدم اليأس أو القنوط.

– الصبر على أذى الناس: وهو تحمل أذى الناس وظلمهم، مع عدم الرد عليهم بالمثل.

ثالثًا: فضل الصبر:

– الصبر سبب لدخول الجنة: ففي سورة الزمر قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].

– الصبر سبب لرضا الله تعالى: ففي سورة آل عمران قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 195].

– الصبر سبب لرفع الدرجات في الجنة: ففي سورة الأنفال قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا وَغَفَرُوا إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [الأنفال: 40].

رابعًا: ثمار الصبر:

– الفرج بعد الكرب: ففي سورة الطلاق قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].

– الأجر العظيم: ففي سورة الزمر قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10].

– دخول الجنة: ففي سورة الفرقان قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الفرقان: 74].

خامسًا: قصص عن الصبر:

– قصة سيدنا أيوب عليه السلام: فقد ابتلي بأشد أنواع البلاء، من مرض وجوع وفقر، ولكنه صبر على بلائه حتى فرج الله كربه وأعاده إلى سابق عهده.

– قصة سيدنا يوسف عليه السلام: فقد ابتلي بسجن وظلم من إخوته، ولكنه صبر على بلائه حتى منحه الله تعالى الملك والسلطان.

– قصة سيدنا موسى عليه السلام: فقد ابتلي بقوم فرعون الظالمين، ولكنه صبر على بلائه حتى نصر الله تعالى المؤمنين وأهلك الكافرين.

سادسًا: كيف نتحلى بالصبر؟:

– الإيمان بالله تعالى: فالإيمان بالله تعالى يجعلنا نوقن بأن ما يصيبنا من مصائب وشدائد هو بقدر الله تعالى، وأنه هو وحده القادر على الفرج والكشف.

– التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم: ففي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على الصبر وتبشر بالفرج بعده.

– الاستعانة بالله تعالى والدعاء إليه: فالدعاء إلى الله تعالى من أهم أسباب تفريج الكربات والشدائد، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].

– الصبر على أذى الناس: فالصبر على أذى الناس من أهم أنواع الصبر، وقد قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النحل: 127].

سابعًا: الخاتمة:

الصبر والفرج قرينان لا يفترقان، والصبر مفتاح الفرج والخلاص من الشدائد والمحن، وقد أمر الله تعالى عباده بالصبر في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وذكر أن الصبر من صفات المؤمنين الصالحين، وبين أن الصبر سبب لدخول الجنة ورضا الله تعالى ورفع الدرجات في الجنة. وهناك أنواع عديدة للصبر، منها الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصية الله تعالى، والصبر على المصائب والشدائد، والصبر على أذى الناس. والصبر له ثمار عديدة، منها الفرج بعد الكرب، والأجر العظيم، ودخول الجنة. ويمكن للإنسان أن يتحلى بالصبر من خلال الإيمان بالله تعالى، والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والاستعانة بالله تعالى والدعاء إليه، والصبر على أذى الناس.

أضف تعليق