أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه فما هو

أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه فما هو

المقدمة:

في اللغة العربية، هناك العديد من التعبيرات التي تدل على النهي، ومنها كلمة “منهي عنه”. ومنهي عنه يعني أنه ممنوع أو محظور. وفي هذا المقال، سنتحدث عن أنواع النهي وعن أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه.

أنواع النهي:

1. النهي الإلزامي: هو النهي الذي يجب الامتثال له ولا يجوز مخالفته. مثل النهي عن الكفر والشرك بالله تعالى.

2. النهي التحريمي: هو النهي الذي يحرم فعله ولكنه لا يوجب العقاب على من فعله. مثل النهي عن أكل الخنزير وشرب الخمر.

3. النهي الكراهي: هو النهي الذي لا يحرم فعله ولكنه مكروه ويفضل تركه. مثل النهي عن أكل الثوم والبصل قبل الصلاة.

أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه:

وهو الأمر الذي أمر الله تعالى به ولكن نهاه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت ذاته نهى عن النهي عنه. وهذا الأمر هو أمر “اللعب بالشطرنج”. فقد روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللعب بالشطرنج”. ومع ذلك، فقد روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللعب بالشطرنج ثم نهى عن النهي عنه”. وفي رواية أخرى قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللعب بالشطرنج ثم رخص فيه”.

أسباب النهي عن اللعب بالشطرنج:

وقد كره بعض أهل العلم اللعب بالشطرنج وقالوا إنه لا ينبغي لعاقل أن يشتغل به، وأن النهي عن اللعب بالشطرنج له أسباب، منها:

1. إضاعة الوقت: اللعب بالشطرنج قد يؤدي إلى إضاعة الوقت والجهد دون فائدة.

2. إغفال الذكر والعبادة: اللعب بالشطرنج قد يؤدي إلى إغفال الذكر والعبادة والتفرغ للعب.

3. إثارة العداوة والبغضاء: اللعب بالشطرنج قد يؤدي إلى إثارة العداوة والبغضاء بين اللاعبين.

4. الميل إلى الكذب والنفاق: اللعب بالشطرنج قد يؤدي إلى الميل إلى الكذب والنفاق لأن اللاعب قد يكذب على خصمه أو يتظاهر باللطف معه من أجل الفوز.

اللعب بالشطرنج بين المنع والإباحة:

اختلف الفقهاء في حكم اللعب بالشطرنج، فذهب الحنفية إلى أنه مكروه تحريمًا، وذهب المالكية والشافعية إلى أنه جائز مع الكراهة، وذهب الحنابلة إلى أنه جائز دون كراهة.

ضوابط اللعب بالشطرنج:

إذا أراد شخص أن يلعب بالشطرنج، فيجب عليه مراعاة الضوابط التالية:

1. عدم إضاعة الوقت: يجب أن يكون اللعب بالشطرنج في وقت فراغ وليس في وقت العمل أو الدراسة أو العبادة.

2. عدم الانشغال عن الذكر والعبادة: يجب ألا يؤدي اللعب بالشطرنج إلى إغفال الذكر والعبادة والتفرغ للعب.

3. عدم إثارة العداوة والبغضاء: يجب ألا يؤدي اللعب بالشطرنج إلى إثارة العداوة والبغضاء بين اللاعبين.

4. عدم الميل إلى الكذب والنفاق: يجب ألا يؤدي اللعب بالشطرنج إلى الميل إلى الكذب والنفاق لأن اللاعب قد يكذب على خصمه أو يتظاهر باللطف معه من أجل الفوز.

أخيرًا، فإن أمر اللعب بالشطرنج هو أمر منهي عنه ومنهي عن النهي عنه. لذلك، فإن اللعب بالشطرنج مكروه ولكنه ليس حرامًا. ومع ذلك، يجب على المسلم أن يتجنب اللعب بالشطرنج إذا كان يؤدي إلى إضاعة الوقت أو الانشغال عن الذكر والعبادة أو إثارة العداوة والبغضاء أو الميل إلى الكذب والنفاق.

أضف تعليق