مقدمة
لم يأتِ الإسلام ليقضي على العقول كما يدعي المتشككون، بل جاء الإسلام ليحررها من أغلال الجهل والضلال، فالإسلام دين العقل، ودين الفطرة، ودين المنطق السليم.
وقد دعا الإسلام إلى طلب العلم بكل الوسائل الممكنة، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على التعلم والتحصيل العلمي، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مهما كانت ظروفه أو حالته الاجتماعية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”، وقال أيضاً: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، وقال: “من مات وفي قلبه مثقال ذرة من علم مات شهيداً”.
ووردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على طلب العلم، وفيما يلي بعض من هذه الأحاديث:
فضل العلم والعلماء
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم فضل العلم والعلماء على العابدين الذين لا علم لهم، فالعالم الذي يستفيد منه الناس بعلمه أفضل من العابد الذي لا علم له.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أراد الله به خيراً وفقه في الدين، أي منحه العلم النافع الذي ينفعه في دنياه وآخرته، فالعلم هو مفتاح الخير والنجاح في الحياة الدنيا والآخرة.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العلماء ورثة الأنبياء”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن العلماء هم ورثة الأنبياء، أي أنهم يحملون رسالتهم في تعليم الناس وإرشادهم إلى الحق، فالعالم هو الذي يورث الناس العلم النافع الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم.
فضل طلب العلم
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من يسلك طريقاً يطلب فيه العلم، فإن الله يسهل له طريقاً إلى الجنة، فطلب العلم هو عبادة عظيمة عند الله، وهو سبب من أسباب دخول الجنة.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وفي قلبه مثقال ذرة من علم مات شهيداً”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من مات في قلبه مثقال ذرة من علم، أي ولو كان قليلاً، فإنه يموت شهيداً، أي يموت في سبيل الله، وذلك لأن العلم هو نور يضيء للناس طريق الخير والصلاح.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها”، وفي هذا الحديث يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا حسد إلا في اثنتين: الأولى: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، أي أنفق ماله في سبيل الخير والصلاح، والثانية: رجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها، أي أنه يستخدم حكمته في إصدار الأحكام العادلة وتعليم الناس الخير والصلاح.
مجالات طلب العلم
1- طلب العلم الشرعي: وهو العلم الذي يتعلق بالدين الإسلامي، مثل علم التفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والسيرة النبوية وغيرها، وهذا النوع من العلم هو أهم أنواع العلم، لأنه هو الذي يعلمنا كيف نتعبد الله حق عبادته، وكيف نتعامل مع الناس بالمعروف، وكيف نصلح أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا.
2- طلب العلم الدنيوي: وهو العلم الذي يتعلق بالدنيا وأمورها، مثل علم الطب والهندسة والزراعة والتجارة وغيرها، وهذا النوع من العلم مهم أيضاً، لأنه هو الذي يساعدنا على تحسين حياتنا المادية، ويجعلنا أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا وطموحاتنا.
3- طلب العلم اللغوي: وهو العلم الذي يتعلق باللغات المختلفة، مثل علم النحو والصرف والبلاغة والأدب وغيرها، وهذا النوع من العلم مهم أيضاً، لأنه هو الذي يساعدنا على فهم لغات الآخرين والتواصل معهم، كما أنه يساعدنا على فهم تراثنا الحضاري والثقافي.
آداب طلب العلم
1- الإخلاص لله تعالى: يجب على طالب العلم أن يخلص لله تعالى في طلبه للعلم، أي أن ينوي بعلمه وجه الله تعالى لا غير، وأن لا يطلب العلم من أجل الدنيا أو من أجل الشهرة أو المنصب.
2- اتباع المنهج الصحيح: يجب على طالب العلم أن يتبع المنهج الصحيح في طلبه للعلم، وأن لا يعتمد على اجتهاده الخاص، بل عليه أن يستفيد من العلماء السابقين واللاحقين، وأن يقرأ كتبهم ويتعلم من علومهم.
3- التواضع والاحترام: يجب على طالب العلم أن يكون متواضعاً ومحترماً للعلماء الذين يتعلم منهم، وأن يستمع إليهم باهتمام، وأن لا يتكبر عليهم أو ينتقدهم.
ثمرة طلب العلم
1- النجاة من النار: طلب العلم سبب من أسباب النجاة من النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تعلم علماً مما ينفع الناس، علمه الله تعالى به علماً ينفعه به يوم القيامة”، وقال أيضاً: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.
2- الفوز برضوان الله تعالى: طلب العلم سبب من أسباب الفوز برضوان الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تعلم علماً مما ينفع الناس، كان له أجر من عمل به، غير منقوص من أجورهم شيئاً”، وقال أيضاً: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين”.
3- الإصلاح في الأرض: طلب العلم سبب من أسباب الإصلاح في الأرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها”، وقال أيضاً: “العلماء ورثة الأنبياء”.
أهمية العلم في الإسلام
1- العلم في الإسلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”.
2- العلم في الإسلام سبب من أسباب النجاة من النار والفوز برضوان الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تعلم علماً مما ينفع الناس، علمه الله تعالى به علماً ينفعه به يوم القيامة”، وقال أيضاً: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.
3- العلم في الإسلام سبب من أسباب الإصلاح في الأرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها”، وقال أيضاً: “العلماء ورثة الأنبياء”.
الخاتمة
لقد حث الإسلام على طلب العلم بكل الوسائل الممكنة، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وذلك لما للعلم من أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع. والعلم هو السبيل إلى النجاة من النار والفوز برضوان الله تعالى، وهو سبب من أسباب الإصلاح في الأرض.