مقدمة
أسعد الدين بيبرس البندقداري، سلطان مصر والشام في عهد المماليك البحرية، قاد المقاومة ضد الصليبيين والمغول، وتمكن من طرد الصليبيين من البلاد المقدسة، وتوفي في دمشق عام 1277م.
أولًا: النشأة
ولد بيبرس في القبجاق عام 1223م، ونشأ في بلاط السلطان عز الدين أيبك، ثم باعه تجار الرقيق إلى حاكم حلب، ومن ثم إلى تجار آخرين باعوه إلى سلطان مصر عز الدين أيبك الذي اعتقه وجعله من مماليكه، وترقى في المناصب حتى أصبح قائد الجيوش.
ثانيًا: توليه حكم مصر
بعد وفاة السلطان قطز عام 1260م، تولى بيبرس حكم مصر، وكان عليه مواجهة العديد من التحديات، منها الصليبيون والمغول، وتمكن من هزيمة الصليبيين في معركة عين جالوت عام 1260م، ثم هزم المغول في معركة حمص عام 1260م، واستعاد السيطرة على الشام.
ثالثًا: الحروب الصليبية
قاد بيبرس عدة حروب ضد الصليبيين، وتمكن من طردهم من البلاد المقدسة، ففي عام 1268م، استولى على قلعة صفد، وفي عام 1271م، استولى على قلعة الكرك، وفي عام 1272م، استولى على قلعة المرقب، وبذلك أنهى الوجود الصليبي في الأراضي المقدسة.
رابعًا: الحروب المغولية
قاد بيبرس عدة حروب ضد المغول، وتمكن من هزيمتهم في معركة عين جالوت، وفي عام 1260م، استولى على قلعة حلب، وفي عام 1277م، استولى على قلعة أنطاكية، وبذلك أنهى التهديد المغولي على مصر والشام.
خامسًا: الإصلاحات الداخلية
أجرى بيبرس العديد من الإصلاحات الداخلية، منها إصلاح النظام الإداري والمالي، وإعادة بناء الجيش، وتشجيع التجارة والصناعة، وبناء القلاع والحصون، وإعادة إعمار البلاد بعد الحروب، وأنشأ ديوان الإنشاء الذي كان يختص بكتابة الرسائل والمكاتبات الرسمية للدولة.
سادسًا: العلاقات الخارجية
أقام بيبرس علاقات جيدة مع الدول المجاورة، منها الدولة البيزنطية والسلطنة السلجوقية ودولة المماليك في الهند، وأرسل سفراء إلى هذه الدول لتوقيع معاهدات الصداقة والتجارة.
سابعًا: وفاته
توفي بيبرس في دمشق عام 1277م، بعد أن حكم مصر والشام لمدة 17 عامًا، وكان له دور كبير في الدفاع عن البلاد وتوسيع حدودها.
الخاتمة
كان أسعد الدين بيبرس البندقداري أحد أعظم سلاطين المماليك البحرية، وقاد المقاومة ضد الصليبيين والمغول، وتمكن من طرد الصليبيين من البلاد المقدسة، وهزم المغول في معركة عين جالوت، وأجرى العديد من الإصلاحات الداخلية، وأقام علاقات جيدة مع الدول المجاورة، وتوفي في دمشق عام 1277م.