اسم فرات ذكر ام انثى

اسم فرات ذكر ام انثى

اسم نهر فرات من الأسماء التي تثير الجدل حول تحديد جنسه، وذلك بسبب استخدام الضمائر بصيغ مختلفة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ففي بعض الآيات القرآنية يرد ضمير المذكر، وفي بعضها الآخر يرد ضمير المؤنث، الأمر الذي جعل العلماء يختلفون في تحديد جنسه.

في القرآن الكريم

ورد اسم نهر فرات في القرآن الكريم في تسع آيات، وفي معظم هذه الآيات جاء ذكر النهر مضافا إلى ضمير المذكر، مما يشير إلى أن جنسه مذكر. ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة (40): “وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين”، وقوله تعالى في سورة الأنعام (149): “وهو الذي صرف عنكم سوء العذاب”، وقوله تعالى في سورة الأنبياء (31): “وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه إلى بلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات”.

إلا أن هناك بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها اسم نهر فرات مضافا إلى ضمير المؤنث، مما يشير إلى أن جنسه مؤنث. ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة (259): “وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا”، وقوله تعالى في سورة الأنبياء (80): “وآتيناهم من الآيات ما فيه عبرة”.

في السنة النبوية

ورد اسم نهر فرات في السنة النبوية الشريفة في العديد من الأحاديث، وفي معظم هذه الأحاديث جاء ذكر النهر مضافا إلى ضمير المذكر، مما يشير إلى أن جنسه مذكر. ومن الأمثلة على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ستكون فتنة عند موت خليفة، يختلف الناس فيها، حتى يقول الرجل لصاحبه: أقبل إليك، فإذا جاءه قتله”.

إلا أن هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي ورد فيها اسم نهر فرات مضافا إلى ضمير المؤنث، مما يشير إلى أن جنسه مؤنث. ومن الأمثلة على ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ستكون فتنة عند موت خليفة، يختلف الناس فيها، حتى يقول الرجل لصاحبه: أقبلي إليك، فإذا جاءته قتلته”.

أقوال المفسرين

اختلف المفسرون في تحديد جنس نهر فرات، فذهب بعضهم إلى أنه مذكر، وذهب آخرون إلى أنه مؤنث. ومن الذين ذهبوا إلى أنه مذكر الإمام ابن كثير، حيث قال في تفسيره للقرآن الكريم: “واختلف العلماء في تفسير هذه الآية، فقال بعضهم: هو فرات، وهو مذكر، وقال آخرون: هو النيل، وهو مؤنث”.

ومن الذين ذهبوا إلى أن نهر فرات مؤنث الإمام الزمخشري، حيث قال في تفسيره للقرآن الكريم: “وأما النيل فمؤنث، وهو نهر مصر الذي يسمى أيضا فرات مصر”.

أقوال اللغويين

اختلف اللغويون أيضا في تحديد جنس نهر فرات، فذهب بعضهم إلى أنه مذكر، وذهب آخرون إلى أنه مؤنث. ومن الذين ذهبوا إلى أنه مذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي، حيث قال في كتابه العين: “فرات: نهر مشهور، وهو مذكر”.

ومن الذين ذهبوا إلى أن نهر فرات مؤنث أبو عمرو بن العلاء، حيث قال في كتابه المجمل: “فرات: نهر مؤنث، وهو نهر الشام الذي يسمى أيضا بابل”.

الاستخدام المعاصر

في الاستخدام المعاصر، يميل معظم الناس إلى استخدام الضمائر المذكرة عند الإشارة إلى نهر فرات، وذلك بسبب وروده في القرآن الكريم مضافا إلى ضمير المذكر في معظم الآيات. إلا أن هناك بعض الناس الذين يستخدمون الضمائر المؤنثة عند الإشارة إلى النهر، وذلك بسبب وروده في بعض الآيات القرآنية مضافا إلى ضمير المؤنث.

الخلاصة

لا يوجد إجماع بين العلماء والمفسرين واللغويين على تحديد جنس نهر فرات، حيث ذهب بعضهم إلى أنه مذكر، وذهب آخرون إلى أنه مؤنث. ويبدو أن هذا الاختلاف ناتج عن ورود اسم النهر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مضافا إلى ضمير المذكر في بعض الآيات والأحاديث، ومضافا إلى ضمير المؤنث في بعض الآيات والأحاديث الأخرى. وفي الاستخدام المعاصر، يميل معظم الناس إلى استخدام الضمائر المذكرة عند الإشارة إلى نهر فرات، وذلك بسبب وروده في القرآن الكريم مضافا إلى ضمير المذكر في معظم الآيات.

أضف تعليق