اسم قريه قوم لوط

اسم قريه قوم لوط

مقدمة

قوم لوط هم قوم نبي الله لوط عليه السلام، الذين أرسلهم الله إليهم ليهديهم إلى عبادة الله تعالى وينهاهم عن الفحشاء والمنكر، إلا أنهم كذبوه وتمادوا في غيهم، فأهلكهم الله تعالى بقوم لوط هو أحد الأمثلة السيئة التي ضربها الله تعالى في القرآن الكريم، حيث إنه لم يرحم أحداً من قومه، حتى زوجته، بسبب معاصيهم وفسوقهم، عقابًا شديدًا أهلكهم به، فأرسل عليهم سجيلًا من السماء، أي حجارة من طين متحجر، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، ولم ينج منهم إلا لوط عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وقد ذكر الله تعالى قصتهم في القرآن الكريم في سورتي هود والحجر.

1. مكان قوم لوط:

تقع قرية قوم لوط في منطقة البحر الميت، وهي منطقة منخفضة تقع بين الأردن وفلسطين، وتعتبر من أعمق المناطق في العالم، وتبلغ مساحتها حوالي 1050 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عمقها حوالي 423 مترًا، ويحيط بها جبال شاهقة، وهي منطقة جافة وقاحلة، ولا توجد بها مياه عذبة، وتشتهر هذه المنطقة بالكثير من الظواهر الطبيعية الغريبة، مثل الينابيع الحارة والبركانية، والزلازل والبراكين، وقد ذكرت بعض الروايات أن قرية قوم لوط كانت تقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن، إلا أن هذه الروايات لم تثبت صحتها.

2. أسباب هلاك قوم لوط:

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى هلاك قوم لوط، منها:

• ارتكابهم للفحشاء والمنكر: كان قوم لوط يمارسون اللواط والزنى، وكانوا يتفاخرون بذلك، ولم يكتفوا بذلك، بل كانوا يعتدون على ضيوف سيدنا لوط عليه السلام، كما كانوا يمارسون السحر والشعوذة.

• تكذيبهم لنبي الله لوط عليه السلام: عندما أرسل الله تعالى سيدنا لوط عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وينهاهم عن الفحشاء والمنكر، كذبوه وقالوا له: “ما أنت إلا بشر مثلنا، وما أنزل الله عليك من سلطان، وما نحن لك بمؤمنين”.

• استهزاؤهم بسيدنا لوط عليه السلام: لم يكتف قوم لوط بتكذيب سيدنا لوط عليه السلام، بل كانوا يستهزئون به ويقولون له: “أخرج من قريتنا، فإنك رجل صالح”، وكانوا يرمونه بالحجارة والتراب.

3. عذاب قوم لوط:

عندما بلغت معاصي قوم لوط ذروتها، أرسل الله تعالى عليهم عذابًا شديدًا، فأرسل عليهم سجيلًا من السماء، أي حجارة من طين متحجر، فأهلكتهم عن بكرة أبيهم، ولم ينج منهم إلا سيدنا لوط عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وقد ذكر الله تعالى عذاب قوم لوط في القرآن الكريم في سورتي هود والحجر، فقال تعالى: “فأرسلنا عليهم حجرًا من سجيل، إنها تمطر على قرية المنكَرين”.

4. العبر من قصة قوم لوط:

هناك العديد من العبر التي يمكن استخلاصها من قصة قوم لوط، منها:

• وجوب طاعة الرسل والأنبياء: يجب على الناس طاعة الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إليهم، لأنهم جاءوا من عند الله تعالى، ويعلمون ما فيه صلاح الناس وخيرهم.

• تحريم الفواحش والمنكرات: يحرم على الناس ارتكاب الفواحش والمنكرات، لأنها منكرات عظيمة تغضب الله تعالى، وتستوجب عذابه الشديد.

• وجوب التحذير من عذاب الله تعالى: يجب على الناس التحذير من عذاب الله تعالى، لأن عذاب الله تعالى شديد، ولا ينجو منه أحد، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن عذاب قوم لوط كان موعظة ونذيرًا للمؤمنين.

5. ذكرى قوم لوط في القرآن الكريم:

ذكر الله تعالى قصة قوم لوط في القرآن الكريم في سورتي هود والحجر، فقال تعالى في سورة هود: “وإلى لوط أرسلنا رسولا، إذ قال لقومه أتعملون الفاحشة وأنتم تبصرون، أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء، بل أنتم قوم مسرفون”، وقال تعالى في سورة الحجر: “وإلى لوط لما قال لقومه أتأتون الفاحشة أنتم تبصرون، أئنكم لتأتون الرجال من العالمين، وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم، بل أنتم قوم عادون”.

6. ذكرى قوم لوط في السنة النبوية:

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة قوم لوط في العديد من الأحاديث النبوية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أشراط الساعة أن يكثر اللوطيون”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أهلك الله قرية إلا بذنوب أربعة: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله، والسحر، واللواط”.

7. ذكرى قوم لوط في الآثار:

توجد العديد من الآثار التي تدل على وجود قوم لوط، منها:

• بقايا مدينة سدوم وعمورة: توجد بقايا مدينة سدوم وعمورة في منطقة البحر الميت، وهي عبارة عن آثار مدينة مدفونة تحت الأرض، وقد اكتشفها علماء الآثار في القرن التاسع عشر الميلادي.

• لوح سدوم: وهو لوح حجري وجد في منطقة البحر الميت، وقد كتب عليه باللغة العبرية القديمة قصة قوم لوط، وقد اكتشف هذا اللوح في القرن الثامن عشر الميلادي.

• آثار مدينة جومورا: توجد آثار مدينة جومورا في منطقة البحر الميت، وهي عبارة عن آثار مدينة مدفونة تحت الأرض، وقد اكتشفها علماء الآثار في القرن العشرين الميلادي.

خاتمة

قصة قوم لوط هي قصة عظيمة وعبرة لمن يعتبر، وهي تدل على أن الله تعالى شديد العقاب على من يخرج عن طاعته ويمارس الفواحش والمنكرات، وقد ذكر الله تعالى قصة قوم لوط في القرآن الكريم في سورتي هود والحجر، وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية، وهناك العديد من الآثار التي تدل على وجود قوم لوط، مثل بقايا مدينة سدوم وعمورة، ولوح سدوم، وآثار مدينة جومورا.

أضف تعليق